تحسين وضع الطبقة الوسطى رهن بمعالجة المشكلات الأساسية التي تعاني منها إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من الصعب فعلاً مساعدة ريكي كوهين [المواطنة من الخضيرة] كما ألمح لها بذلك وزير المال الجديد يائير لبيد في صفحته في الفايس بوك. ونظراً إلى كون ريكي كوهين تمثل الطبقة الوسطى في إسرائيل، فإنها ترمز إلى أغلبية السكان، وتشكل العمود الفقري الاقتصادي والاجتماعي للدولة. لكن لا يمكن مساعدة هذا العمود الفقري من دون معالجة الجسد بأكمله.
- علينا أن نقول الحقيقة وهي أن على ريكي كوهين الانتظار ثلاثة أعوام قبل الحصول على المساعدة. إذ تشير أرقام الميزانية إلى أنه حتى سنة 2015، فإن دولة إسرائيل مقيدة بإنفاقات مالية مبالغ فيها، وأنه لن يكون أمامها من خيار سوى تقليص هذا الإنفاق. وليس متوقعاً خلال الأعوام المقبلة تقديم هبات أو تسهيلات لا إلى الطبقة الوسطى، ولا إلى أي طبقة أُخرى.
- وفي الواقع، فإن ريكي كوهين بحاجة إلى هدية واحدة فقط: ضمان بقاء الاقتصاد الإسرائيلي قوياً ومستقراً، وضمان تقديم السوق أماكن للعمل، وألاّ تُرتكب الأخطاء التي من شأنها أن تقرّبنا من اليونان وقبرص وإسبانيا والبرتغال. لذا، فإن ريكي كوهين هي التي تحمل على عاتقها الاقتصاد الإسرائيلي، ومن المنتظر أن تواصل تحمّل هذا العبء. وهي ليست بحاجة إلى قطعة حلوى، وإنما إلى سياسة اقتصادية تحافظ على قوة إسرائيل على المدى البعيد، وتضمن مستقبلها.
- لذا، يتعين على وزير المال القيام بالخطوات المؤلمة لكن الصحيحة مثل: النضال من أجل دمج الحريديم في سوق العمل من خلال تقليص المخصصات لهم وإلزامهم بالتعليم الأساسي؛ مساعدة القطاع العربي بواسطة تخصيص ميزانيات له، مع مطالبته بتحسين مستوى عمل السلطات العربية؛ تحسين أداء شركات الكهرباء والموانىء وشركة موكوروت، وذلك من خلال إجراء الإصلاحات المطلوبة وإفساح المجال للمنافسة؛ زيادة المنافسة في السوق الإسرائيلي والتخفيف من المركزية؛ معالجة عدم الجدوى الذي يسود الخدمات الحكومية بواسطة إصلاح القطاع العام؛ معالجة الفقر وعدم المساواة عبر الوسائل التي تشجّع على العمل؛ الاستمرار في تحسين الجهاز التعليمي الإسرائيلي الفاشل.
- وحدها الإصلاحات التي تعالج المشكلات الأساسية التي تعانيها دولة إسرائيل ستضمن لريكي كوهين حياة أفضل.