· حتى مساء أمس (الخميس) لم يكن لدى إسرائيل أي معلومات مفصلة تتعلق بالسفينة التي أعلنت مصر أنها سيطرت عليها في منطقة رأس محمد في البحر الأحمر بالقرب من شبه جزيرة سيناء، والتي كانت محملة بكميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية.
· ومع ذلك، لا بُد من القول إنه إذا ما تبيّن فعلاً أنه كانت هناك سفينة محملة بالأسلحة الإيرانية، وكانت متجهة إلى رأس محمد من أجل إفراغ حمولتها، فإن معنى ذلك هو خط تهريب جديد للأسلحة الإيرانية، والهدف منه هو الالتفاف على المحاولات التي تقوم بها مصر من أجل كبح خطوط تهريب أُخرى تتعاون فيها مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل.
· ويبدو أن سبب اختيار منطقة رأس محمد لخط التهريب الجديد هذا يعود إلى أنه يمكن في هذه المنطقة إفراغ حمولة السفن في قاع البحر الأحمر، أو نقلها إلى سفن الصيد التابعة لقبائل البدو في تلك المنطقة، تمهيداً لإيصالها إلى عنوانها.
· ويشكل خط التهريب هذا فصلاً جديداً في مسلسل الجهود التي تبذلها إيران لتسليح جميع المنظمات السرية التي تعمل ضد الأنظمة القائمة في الشرق الأوسط، وذلك بهدف خدمة مصالح نظام طهران. وفي حالة رأس محمد، فإن الحديث يدور أساساً إمّا على منظمات جهادية سلفية في سيناء تقوم بنشاطات "إرهابية" في منطقة الحدود مع إسرائيل وضد السلطة المصرية المركزية، وإمّا على حركة "حماس" في قطاع غزة التي ما زالت تعمل على زيادة قوتها العسكرية.
· ولا شك في أن الإيرانيين استخلصوا الدروس المطلوبة من عمليات تهريب الأسلحة التي كانوا يقومون بها، فلدى إغلاق خط التهريب عبر تركيا بادروا إلى فتح خطوط تهريب جديدة عبر كل من السودان وليبيا، وعندما أصبحت هذه الخطوط الأخيرة إشكالية، بدأوا الآن يلجأون إلى خط تهريب جديد عبر البحر الأحمر من شأنه أن يتيح لهم إمكان الوصول مباشرة إلى سيناء.