ميت رومني لـ "هآرتس": يجب عدم استبعاد شن هجوم على إيران ومن حق إسرائيل أن تكون دولة يهودية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

[أجرت صحيفة "هآرتس" مقابلة خاصة مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني في أثناء وجوده في لندن، نقتطف فيما يلي بعض ما جاء فيها]

 

س: في أعقاب انتخاب باراك أوباما للرئاسة الأميركية ألقى خطاباً في القاهرة لخص فيه توجهات سياسته الخارجية وكانت الفكرة الأساسية هي التصالح مع الإسلام. في حال انتُخبت رئيساً ماذا سيكون خطابك التوجيهي، وما هي المبادىء والقيم التي ستوجه أميركا في عهدك على الساحة الدولية؟ وبماذا ستختلف عن سياسة أوباما؟

رومني: حالياً ليس لدي مخطط توجيهي للخطاب الذي سأتطرق فيه إلى السياسة الخارجية، في حال فزت بالرئاسة. لكن هدفي هو وضع سياسة خارجية تعبر عن إيماننا بصحة موقفنا، وتوضح هدفنا وإصرارنا على ممارسة قوتنا. وأعتقد أنه خلال مئات الأعوام أثبتت الأمة الأميركية صدقيتها، وأثبتنا عدالة قضايانا، وأن المبادرات التي نقوم بها هي من أجل خدمة أهداف صحيحة، فعندما لجأنا إلى استخدام القوة العسكرية كان ذلك من أجل خدمة هذه الأهداف. وآمل بأن أنجح في إحياء هذا التراث وتحقيق هذه المبادىء اليوم.

س: عندما ستصل إلى منطقتنا ستكتشف أن أكثر ما يقلق أغلبية السكان هناك - السعوديون والمصريون والإسرائيليون والأردنيون والأتراك - هو إيران نووية. فهل ستمنع، في حال أصبحت رئيساً، تحول إيران إلى دولة نووية مهما يكن الثمن؟

رومني: قلت سابقاً، وأكرر اليوم أنه من الضروري الحؤول دون تحول إيران إلى دولة عظمى نووية لأنها ستشكل خطراً على العالم وعلى الولايات المتحدة وعلى جوهر وجود إسرائيل. إن إيران النووية معناها حصول حزب الله ولاعبين آخرين على مواد مخصبة تشكل تهديداً للعالم. قبل خمسة أعوام تحدثت في مؤتمر هرتسليا وأشرت إلى سبع خطوات يجب القيام بها لمنع تحول إيران إلى دولة نووية، منها: العقوبات القاسية؛ ملاحقة أحمدي نجاد بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية؛ دعم حركات التمرد داخل إيران؛ تطوير خيار عسكري في حال احتجنا إليه كمخرج أخير. وأعتقد أن هذه المبادىء ما زالت مهمة اليوم وثمة حاجة ملحة إليها.

س: هل تؤيد محاولة الانقلاب على النظام في إيران. وهل ستقف إلى جانب الإيرانيين في حال انتفضوا ضد الحكم مثلما جرى في حزيران/ يونيو 2009؟

رومني: بالنسبة إلى أميركا، من واجبها الوقوف إلى جانب الشعوب المطالبة بالحرية، ولا سيما في دولة تهتف بصورة دائمة "الموت لأميركا". وفي حال ظهور أصوات تطالب بالتغيير من واجب أميركا دعمها.

س: إن الوقت يوشك على النفاد، والحوار السياسي فشل، والعقوبات حتى الآن لم تنجح، ولم يحدث تغيير للنظام، لذا نحن اليوم أمام وضع مأساوي: لقد باتت إيران تملك اليورانيوم المخصب الذي يكفي لصنع خمس إلى ست قنابل ذرية، ويلزمها عام واحد فقط من أجل إنتاج قنبلتها الأولى. فهل الخيار العسكري هو الخيار الوحيد المطروح الآن؟ وهل في الإمكان التفكير فيه واستخدامه؟

رومني: أعتقد أنني أوضحت في خطابي أمام مؤتمر هرتسليا أن الخيار العسكري هو خيار غير مرغوب فيه، لكن يجب عدم استبعاده، وعلينا دراسة الخيار العسكري والإعداد له في حال فشلت الأساليب الأخرى.

س: قال السيناتور ماكين إن الأسوأ من هجوم عسكري على إيران هو إيران نووية، فهل توافقه الرأي؟

رومني: لقد قال الرئيس أوباما إنه لا يمكن القبول بإيران نووية، وأنا أيضاً أعتقد ذلك. وثمة أهمية لمصطلح غير مقبول، لأن ذلك معناه استخدام كل الخيارات لمنع الوصول إلى هذه النتيجة. وأتعهد شخصياً ببذل كل ما يمكن من أجل منع إيران من تطوير قدرة نووية عسكرية.

س: يعتقد كثيرون أن أميركا بعد تجربة أفغانستان والعراق والأزمة الاقتصادية، لم تعد تملك القوة لمواجهة التحدي الإيراني، وقد تختار في النهاية احتواء إيران والقبول بها كدولة نووية مثلما قبلت بوجود كوريا الشمالية النووية.

رومني: أظن أن هناك قناعة في أميركا بأن إيران النووية تختلف عن كوريا الشمالية، فالدولتان خطرتان وهدامتان، ونعلم بأن كوريا الشمالية نقلت تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى من بينها سورية. لكن إيران النووية دولة تدعم الإرهاب، ولديها تنظيمات تعمل تحت حمايتها مثل حزب الله، وهناك مخاوف من انتقال مواد مخصبة إلى يد تنظيم مثل حزب الله، الذي يملك اليوم قاعدة في أميركا الجنوبية، لذا فإن هذا سيؤثر على أصدقائنا في جميع أرجاء العالم وليس فقط علينا. صحيح أننا نشعر بالتعب جراء المواجهات التي خضناها في العراق وأفغانستان، لكن أغلبية الشعب الأميركي تدرك أن الموضوع الإيراني يختلف من حيث طبيعته.

س: في حال شعر نتنياهو بأن عليه مهاجمة إيران، ماذا ستكون ردة فعل الولايات المتحدة؟

رومني: لا أستطيع التحدث باسم الرئيس ولا باسم الولايات المتحدة. لكن نظراً إلى أن إسرائيل وأميركا حليفتان تؤمنان بقيم مشتركة، فإننا سنتعاون معاً على العمل من أجل منع إيران من التحول إلى دولة نووية. وسنستخدم كل الوسائل غير العسكرية، ونحن نعلم أنه في حال فشل هذه الوسائل، يجب درس الخيار العسكري.

س: نظراً إلى العلاقات الوثيقة بينك وبين نتنياهو هل ستطلب منه التروي وعدم الاستعجال والاعتماد على أميركا في مواجهة إيران؟

رومني: على رئيس الحكومة نتنياهو أن يفعل ما يعتقد أنه يخدم المصالح الحيوية لدولته.

س: في حال سقوط السلاح الكيماوي السوري في يد حزب الله أو تنظيمات جهادية أخرى، هل ستتدخل الولايات المتحدة عسكرياً؟

رومني: في اعتقادي أن الدول المسؤولة في العالم تعرف من هي القوى التي تمثل التغيير الحقيقي في سورية، كما تدرك الدمار الذي سيحدث في حال استغل تنظيم القاعدة الفوضى هناك من أجل تحقيق سيطرته. وآمل من السعودية وتركيا مساعدة الأطراف المسؤولة في الثورة السورية وتقديم السلاح التي هي بحاجة إليه من أجل تحقيق هدفها. ويتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع منظمات الجهاد الراديكالي مثل تنظيم القاعدة من أداء دور أساسي في رسم صورة سورية الجديدة.

س: هل تعتقد أن على إسرائيل بناء مزيد من المستوطنات أم أن عليها إخلاءها؟

رومني: ثمة اختلاف في الرأي بينى وبين الرئيس أوباما بشأن كل ما يتعلق بموضوع الاستيطان، وليس من الصائب الحديث عن هذا الموضوع خارج الولايات المتحدة.

س: هل تؤيد حل الدولتين؟ وهل أنت مع قيام دولة فلسطينية؟

رومني: أنا مع حل الدولتين الذي يشمل دولة يهودية، واحترام حق إسرائيل في أن تكون دولة يهودية. فالسؤال المطروح ليس عما إذا كانت شعوب المنطقة تؤمن بضرورة قيام دولة فلسطينية، وإنما عما إذا كانت تؤمن بضرورة أن تكون إسرائيل دولة يهودية.

س: ما سبب زيارتك في هذه الفترة الحرجة لكل من بريطانيا وبولندا وإسرائيل؟

رومني: هدف زيارتي هو الإصغاء إلى الآخرين والتعلم منهم. أريد الاستماع إلى آراء الأشخاص الذين يشغلون اليوم مناصب ذات أهمية استراتيجية، من الذين يشاطروننا قيمنا، ولديهم نظرة خاصة إلى الأحداث التي تشغل العالم اليوم.