· إن مبادرة لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، التي تمثل الجمهور العربي في إسرائيل، لدراسة الوسائل الكفيلة بتنظيم تطوع الشباب العرب في إطار الخدمة المدنية - الوطنية، هي مبادرة تستحق الثناء، وأهم ما فيها أنها تناقش الموضوع بدلاً من أن ترفضه وتعارضه، الأمر الذي يشكل خطوة كبيرة للخروج من الدائرة المغلقة التي دخلت فيها هذه المسألة منذ تشكيل إدارة الخدمة الوطنية سنة 2007.
· لقد أدت معارضة لجنة المتابعة العربية وأغلبية أعضاء الكنيست العرب انضمام الشباب العرب إلى الخدمة التطوعية، والتي تجاهلها الشباب العرب الذين لم يتجاوبوا مع دعوات قيادتهم إلى مقاطعة الخدمة التطوعية وشاركوا في التطوع لمدة عام أو عامين (هناك 2400 متطوع عربي سنة 2012)، إلى نشوء مأزق، ولا سيما أن جزءاً من الجمهور العربي اتهم هذه القيادات العربية بأنها لا تمثلهم، وأن معارضتها للخدمة الوطنية تلحق الضرر قبل كل شيء بالجمهور العربي نفسه.
· من جهتها امتنعت إدارة الخدمة المدنية – الوطنية من الدخول إلى المؤسسات التعليمية العربية من أجل تشجيع التلامذة على الانضمام إلى الخدمة، مثلما تفعل في المؤسسات الحكومية والدينية، واتُهمت نتيجة ذلك بالتقصير الإعلامي في القطاع العربي. ووجد الشباب العرب أنفسهم واقعين بين ضغوط الهيئة الخاصة التي شكلتها لجنة المتابعة العربية الرافضة لفكرة التطوع، وبين ضغوط المؤيدين لفكرة الخدمة الوطنية المدعومة من جانب أغلبية عربية، إذ تشير الاستطلاعات المتتالية التي أجراها البروفسور سامي سموحا إلى أن 50٪ من العرب يؤيدون الفكرة.
· ومن الواضح أن الخلاف في الآراء بشأن الخدمة الوطنية يشكل جزءاً من الخلاف العميق والمعقد بين المؤيدين لعملية "الأسرلة" [دعاة اندماج العرب في المجتمع الإسرائيلي]، وبين دعاة الدفاع عن "فلسطنة" عرب إسرائيل. ومن أهم نقاط هذا الخلاف الربط الذي تقيمه القيادات العربية بين فكرة الخدمة الوطنية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ...
· لقد سبق أن اقترحت على رئيس لجنة المتابعة العربية، وزعماء الجمهور العربي حلاً لهذه المسألة، بحيث يكون قرار تحديد مجالات الخدمة الوطنية للمتطوعين في البلدات العربية (سواء أكانت في مجال التعليم أم الرفاه أم البيئة أم الصحة وغيرها) من ضمن صلاحيات رؤساء السلطات المحلية، وأن تشرف هذه السلطات على إدارة الخدمة وتعيين التقنيين ومراقبة تطبيقها بما يتلاءم مع الأنظمة المرعية، إلاّ إن هذا الاقتراح رُفض رفضاً تاماً.
· هناك فرصة اليوم للتوصل إلى اتفاق، وذلك من خلال انضمام الشباب والشابات العرب إلى العمل التطوعي داخل مجتمعاتهم، أو ضمن قطاع الخدمات العامة التي يستفيد منها عدد كبير من الناس وتجلب الفائدة للجميع، للجمهور العربي واليهودي بصورة عامة. إن ذلك سيساعد في تقليص التوتر بين اليهود والعرب في إسرائيل، وفي دعم القيادات العربية فيها.