· من الأمور المتفق عليها في الحياة السياسية الأميركية أن قضايا السياسة الخارجية تعلب دوراً ثانوياً وضئيلاً في حسم خيارات الناخب الأميركي إزاء مرشحه الرئاسي المفضل، وذلك مقارنة بالموضوعات الاقتصادية والاجتماعية.
· واستناداً إلى ذلك، كان من المتوقع أن يخصص المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني وقته للاقتصاد، وأن يستغل لمصلحته علامات الاستفهام المطروحة بشأن قدرة المرشح الديمقراطي باراك أوباما على إخراج الاقتصاد الأميركي من حالة الركود إلى الازدهار والنمو. ونظراً إلى اشتداد المنافسة بين المرشحين، وإلى تفوق رومني في مجال الاقتصاد، وفقاً لما تعكسه استطلاعات الرأي، يُطرح السؤال التالي: لماذا اختار رومني أن يغادر ساحة المعركة الآن وأن يزور كل من بريطانيا وإسرائيل وبولندا على مدى ستة أيام وفي ذروة المعركة الانتخابية؟
· يبدو أن الهدف من زيارات رومني هو التوجه إلى جمهور محدد، وبصورة خاصة إلى الجمهور اليهودي، وإلى جمهور الإنجيليين والكاثوليكيين الذين يمكن أن ترجح أصواتهم الكفة لمصلحته.
· ومما لا شك فيه أن مواقف رومني المؤيدة لإسرائيل وزيارته المرتقبة لها، هدفهما الحصول على نسبة 40٪ من تأييد اليهود له مقارنة بنسبة 22٪ التي حصل عليها المرشح الجمهوري السابق جون ماكين في انتخابات 2008، وذلك على الرغم من أن المعركة الانتخابية الحالية تظهر تراجعاً معيناً في حجم الصوت اليهودي (مقارنة، مثلاً، بأصوات الجوالي من أصول لاتينية). ومن المعروف أن رومني يتقدم في عدد من الولايات المهمة انتخابياً مثل فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا، ومن شأن إظهار تأييده الكبير لإسرائيل أن يزيد حظوظ حصوله على أصوات الإنجيليين (الذين يبلغ عددهم نحو 60 مليون أميركي)، والذين حتى الآن يقفون موقفاً متحفظاً ومشككاً إزاء المرشح الجمهوري.
· من هنا يمكن القول إن زيارة رومني للأراضي المقدسة هدفها نقل رسالة تضامن قوية إلى ملايين الناخبين الإنجيليين من مناصري إسرائيل، لتشجيعهم على الانضمام إلى معسكر المؤيدين له.