إنتاج إيران قضبان الوقود النووي: ورقة تكنولوجية أم خدعة إيرانية؟
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       إن تركيب إيران قضبان وقود نووي محلية الصنع في مفاعل الأبحاث النووية في طهران هو إنجاز تكنولوجي وعلمي تحققه الصناعة النووية الإيرانية، ومن شأنه أن يدفع الغرب إلى التفكير في تغيير أسلوب المفاوضات التي يجريها مع نظام آيات الله في طهران.  كما أن هذا الانجاز الذي احتفلت به طهران يدحض عدداً من الحجج المهمة التي كان يستخدمها المجتمع الدولي في مطالبته إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم على أراضيها. وفي الواقع يشكل ما حدث أول أمس إنجازاً إيرانياً في المعركة الدبلوماسية التي تخوضها إيران ضد الولايات المتحدة  وإسرائيل والأمم المتحدة من حيث أنه يثبت [في نظرها] أن المشروع النووي الإيراني هدفه أغراض مدنية فقط.

·       إن تصنيع قضبان الوقود النووي من خلال استخدام اليوارنيوم المخصب بدرجة 20٪ هو بمثابة إنجاز تكنولوجي حققه المهندسون الإيرانيون، فمثل هذه القدرة كانت حتى الآن حكراً على الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا. وقبل عامين عندما ادعت إيران أنها تريد تخصيب اليوارنيوم لأنها تحتاج إلى قضبان الوقود النووي في مفاعلاتها رد عليها الغرب بأنها لا تحتاج إلى تخصيب هذه الكميات الكبيرة من اليورانيوم، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لتزويدها بالكميات المطلوبة من اليورانيوم المخصب من روسيا وفرنسا، شرط أن تقوم إيران بإخراج كميات اليورانيوم التي خصبتها بدرجة منخفضة من أراضيها ونقلها إلى تركيا أو إلى البرازيل. لم يوافق الإيرانيون على الاقتراح، الأمر الذي أدى إلى فشل المفاوضات. واليوم يستطيع الإيرانيون أن يقولوا للدول الكبرى الغربية أنهم ليسوا بحاجة إليها، وأنهم باتوا يملكون اليوم القدرة الذاتية لإنتاج قضبان الوقود النووي.

·       ثمة حجة أخرى، استخدمها الغرب ضد طهران، قد تهاوت، فمفاعل الأبحاث النووية في طهران [الذي جرى تزويده بقضبان الوقود النووي] يعمل منذ أكثر من 40 عاماً وهو يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونشاطه مخصص لتأمين الحاجات الطبية والأبحاث المدنية. وبهذه الطريقة بات في إمكان الإيرانيين الادعاء أن اليورانيوم الذي يقومون بتخصيبه مخصص لهذه القضبان وأن أهدافه سلمية.

·       وثمة انجاز آخر حققه النظام في طهران لدى كشفه عن إنتاج قضبان الوقود النووي، وهو الحصول على احترام الإيرانيين في الداخل وتقديرهم، وليس من قبيل الصدفة أن يبث التلفزيون الإيراني وقائع الاحتفال في نقل مباشر.

·       على الرغم من ذلك، هناك تساؤلان كبيران بشأن ما جرى في إيران، هما: أولاً، لقد اعتدنا على أن يعلن الإيرانيون عن إنجازات كبيرة ليتضح فيما بعد أن الإنجاز المقصود ضئيل للغاية، فعلى سبيل المثال لا نعلم ما إذا كانت قضبان الوقود التي ركبت في مفاعل الأبحاث في طهران تعمل كما يجب.

·       ثانياً، إعلان أحمدي نجاد تشغيل ثلاثة آلاف جهاز جديد للطرد المركزي في مفاعل نتانز قادرة على إنتاج اليورانيوم بسرعة أكبر وبكميات مضاعفة، لكن استناداً إلى معلومات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تعتبر مصدراً موثوقاً به لما يجري في مفاعل نتانز، فإن لدى إيران نحو 330 جهازاً  للطرد المركزي من الطراز الجديد وليس 3000.

·       مما لا شك فيه أن الإيرانيين ما زالوا يواصلون تقدمهم في مشروعهم النووي. ويفرض الكشف عن قضبان وقود نووي من إنتاج محلي على الغرب تغيير استراتيجيته في المفاوضات المستقبلية مع إيران في حال تجددها.