من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ثمة حاجة إلى صيغة جديدة للسلام تقوم على فرضيات مختلفة.
· الفرضية الأساسية الأولى لهذا السلام الجديد هي أن الأعوام المقبلة لن تشهد توقيع اتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني. ففي ظل الأجواء الاستراتيجية الحالية لا أمل بحل مشكلة القدس، ومشكلة اللاجئين، ومشكلة حركة "حماس". من هنا فالسلام لن يتحقق في هذا العقد.
· الفرضية الأساسية الثانية للسلام الجديد هي أن الاحتلال يشكل خطراً على إسرائيل لا يقل عن أي خطر آخر، وهو خطر أخلاقي وديموغرافي وسياسي كما هو خطر على الهوية. إذ يشوه الاحتلال الطابع الديمقراطي اليهودي للدولة، ويقوم بعملية تغيير تدريجي لهويتها، ويهدد جوهر وجودها. إن استمرار الستاتيكو [الوضع القائم] هو أشبه بمرض السرطان الذي لا نشعر به، لكنه قادر على القضاء علينا إذا لم نعمل على وقفه.
· أمّا الفرضية الثالثة فتقوم على أن الانسحاب الإسرائيلي من طرف واحد من الضفة لا يمكن أن يكون فورياً وأحادياً وبعيد المدى، إذ ليس واضحاً حتى الآن كيف سنواجه قواعد الصواريخ الإيرانية الموجودة في الشمال والجنوب، والتي نشأت في أعقاب الانسحابات السابقة التي جرت من طرف واحد، ومن المؤكد أننا لا نستطيع المغامرة بقيام قاعدة ثالثة للصواريخ الإيرانية قريبة من وسط إسرائيل. وأي انسحاب إلى الخط الأخضر لا يقدم رداً حقيقياً على خطر الصواريخ هو خطوة مرفوضة تعرض أمننا القومي للخطر.
· وتبيّن الفرضية الرابعة أن العالم العربي الإسلامي الجديد لن يسمح بتوقيع اتفاقات سلام من الطراز القديم ، فهذا العالم فتح الباب أمام فرص وتحالفات وتفاهمات من نوع جديد. صحيح أنه لم يعد ممكناً التوصل إلى اتفاقات مع حكام عرب فاسدين وعلمانيين، إلاّ إن هناك فرصة لتلاقي المصالح المشتركة البعيدة المدى بين إسرائيل وبين جيرانها.
· وتشدد الفرضية الخامسة على ضرورة أن نعمل. فلو كان دافيد بن-غوريون حياً اليوم لكان انقض على الوضع الإقليمي، الجديد ولكان البحث عن حلفاء جدد وعن ترتيبات استراتيجية وتفاهمات سياسية جديدة. صحيح أن بن-غوريون لم يعد حياً، لكن أسلوب عمله ما زال صحيحاً. وفي مواجهة العاصفة الإقليمية، على إسرائيل أن تقوم بمبادرة.
· تؤدي هذه الفرضيات الخمس إلى خلاصة واحدة هي أن المطلوب توجّه سياسي جديد. فلم يعد اتفاق أوسلو صالحاً، كما فقدت الخطوط السياسية التي وضعت في كمب ديفيد وفي أنابوليس صلاحيتها، والسلام مع سورية لم يعد مطروحاً، ويجب البحث عن أفكار مبتكرة للسلام الجديد.
· إن ما يتطلبه السلام الجديد هو التالي: إعلان إسرائيل استعدادها تجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج خط الجدار الفاصل، والبدء بتطبيق خطة الإخلاء والتعويض للمستوطنين خارج هذا الخط، وإخلاء نحو 20 مستوطنة في الضفة الغربية، الأمر الذي سيمنح الفلسطينيين تواصلاً جغرافياً مهماً.
· في المقابل، على إسرائيل أن تطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بأن السلام في المستقبل سيكون سلاماً بين الدولة اليهودية الديمقراطية وبين الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح. كما عليها مطالبة هذا المجتمع بالاعتراف بالخط الفاصل بصفته خط الدفاع الشرعي حتى تحقيق السلام، وأن يكون وادي الأردن منطقة حيوية خاضعة لترتيبات أمنية خاصة حتى في زمن السلم. وعلى إسرائيل مطالبة المجتمع الدولي أيضاً بعقد تحالفات معها ومنحها شبكة أمان تضمن بقاء كل منطقة تنسحب منها منزوعة السلاح تماماً.
لقد حان الوقت كي نرفع رؤوسنا ونفتح أعيننا ونرى المحيط الذي نعيش وسطه. إن السلام القادم لن يخرج من البيت البيض، وإنما سيكون النتيجة النهائية والمتأخرة للعملية الطويلة والشاقة لإنهاء الاحتلال. ويجب أن تكون هذه العملية تدريجية ومبتكرة وفعلية، كما يجب أن تبدأ الآن.