غانتس: إيران بلغت ذروة سباقها المحموم للتزوّد بالأسلحة النووية والجيش الإسرائيلي اتخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تحديات مقبلة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بني غانتس مساء أمس (الأربعاء) إن "نظام آيات الله في إيران بلغ في الوقت الحالي ذروة سباقه المحموم من أجل التزوّد بالأسلحة النووية، ويحاول أن يتعرّض لأهداف إسرائيلية وغربية في شتى أنحاء العالم."

وجاءت أقواله هذه في الحفل الخاص الذي أقيم في مناسبة ذكرى مرور 15 عاماً على حادث اصطدام مروحيتين إسرائيليتين من طراز "يسعور" كانتا في طريقهما إلى الحزام الأمني الإسرائيلي في جنوب لبنان مما تسبب بمقتل 73 ضابطاً وجندياً كانوا على متنهما، وأكد فيها أيضاً أنه تتعالى في الآونة الأخيرة أصوات كثيرة في العالم تهدد أمن إسرائيل، وأن الجيش الإسرائيلي اتخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه التهديدات وأي تحديات مقبلة أخرى تقف في طريقه.

وأدلى رئيس هيئة الأركان العامة بتصريحاته هذه بعد عدة ساعات من إعلان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في أثناء زيارته للمفاعل النووي نتانز، تشغيل 3000 جهاز طرد مركزي جديد من طراز متطوّر بالإضافة إلى تشغيل 6000 جهاز طرد آخر في السابق، مؤكداً أن الزمن الذي كانت فيه بعض الأمم البلطجية تهيمن على العالم قد ولى إلى غير رجعة، وأن الدول العظمى لم تعد قادرة على احتكار التكنولوجيا النووية. وشدد أيضاً على أن العقوبات التي فرضت على بلده لكبح برنامجه النووي ستُمنى بالفشل، وعلى أن نظامه سيستمر في المسار النووي.

هذا، وتكلم في حفل إحياء ذكرى قتلى حادث اصطدام المروحيتين وزير شؤون الجبهة الداخلية متان فيلنائي فقال إن الهدوء في منطقة الحدود الشمالية هش للغاية، مشيراً إلى أن حزب الله عزز قدراته العسكرية كثيراً في الآونة الأخيرة كي يخدم أهداف إيران التي تملك جدول أعمال خاصاً بها، وتستعمل لبنان كرهينة.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان قد أكد نهار أمس (الأربعاء)، خلال لقائه برئيس كرواتيا الذي يقوم بزيارة رسمية لإسرائيل، إن العمليات "الإرهابية" الأخيرة التي استهدفت السفارات الإسرائيلية في كل من الهند وجورجيا وتايلاند تشكل برهاناً آخر على أن إيران تحاول القضاء على إسرائيل، وشدد على أن طهران تعتبر العنصر الأكثر خطراً الذي يهدد سلام العالم.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (16/2/2012) أن رئيس الحكومة اليابانية يوشيهيكو نودي حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، خلال لقائهما أمس (الأربعاء) في العاصمة اليابانية طوكيو، من مغبة شنّ أي هجوم عسكري على إيران.

وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية اليابانية إن نودي أكد أيضاً أن أي عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران ستكون خطرة للغاية، وستؤدي إلى تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وأنه يتعين على إسرائيل أن تجد حلاً للموضوع الإيراني بالطرق السلمية وبالوسائل الدبلوماسية.

في المقابل أكد وزير الدفاع أن إيران تشكل خطراً على السلام العالمي كله، وأن سلسلة العمليات "الإرهابية" الأخيرة ضد السفارات الإسرائيلية الثلاث تثبت هذا الخطر.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (16/2/2012) إن الولايات المتحدة وأوروبا تدرسان، في إثر إعلان أحمدي نجاد أمس (الأربعاء) تقدّم البرنامج النووي الإيراني خطوات كبيرة إلى الأمام، فرض عقوبات اقتصادية صارمة أخرى يمكنها أن تقوّض الاقتصاد الإيراني، وتتمثل في إقصاء طهران من مؤسسة "سويفت" المالية العالمية التي تقوم بتحويلات مالية إلكترونية، وتقدّم خدمات إلى 40 مصرفاً إيرانياً وتعتبر حيوية جداً لتجارة النفط الإيرانية.

وأضافت الصحيفة أن مندوبين من واشنطن سيعقدون في غضون الأيام القليلة المقبلة لقاءات مع مندوبين من "سويفت" تهدف إلى إقناعهم بالتجاوب مع مطلب إقصاء إيران في حال اتخاذ قرار بشأن الإقدام عليه.

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تعتبران هذه العقوبة بمثابة "سلاح يوم القيامة" إزاء إيران عقاباً لها على استمرارها في برنامجها النووي. كما أن موظفين كباراً في الإدارة الأميركية يعتقدون أن عقوبة كهذه من شأنها أن تثني إسرائيل عن شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى في البيت الأبيض قولها إنه من المتوقع أن يُتخذ قرار حاسم في هذا الشأن الأسبوع المقبل.