اتهامات إردوغان لإسرائيل بأنها وراء الانقلاب العسكري في مصر تعكس لغة معادية للسامية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • يقبع في السجون التركية نحو 250 ضابطاً كبيراً يدفعون ثمن غلطة أنهم لم يقفوا ضد سيطرة رجب طيب إردوغان على بلدهم. فقد كان لديهم مسوّغ قانوني لمنع صعود الإسلام في تركيا هو الدستور الذي أورثه لهم أبو الأمة التركية كمال مصطفى أتاتورك، بما يسمح لهم بمنع عودة الحكم الديني إلى ضفتي البوسفور. لكنهم لم يفعلوا ذلك واعتقلوا من دون ذنب ارتكبوه. لكن حتى مع وجودهم وراء القضبان، فإنه من المعقول الافتراض أن إردوغان لا يزال متخوفاً منهم. وهو وهم يراقبون اليوم الأحداث الدارماتيكية التي تشهدها مصر.
  • إن غضب إردوغان على عبدالفتاح السيسي وكبار قادة الجيش المصري الذين منعوا "تتريك" بلاد النيل ونقلوا محمد مرسي من قصر الرئاسة إلى السجن، يعود إلى إدراكه أن مثل هذه الخطوات تنتشر بسرعة في حوض البحر المتوسط، وقد تشكل خطراً على حكومته.
  • صحيح أن إسرائيل تتحرك على الساحة الديبلوماسية من أجل فتح أعين الغرب على أن الحكم العسكري في مصر أفضل من حكم الإخوان المسلمين، لكن هذا حدث بعد أن تحول الانقلاب العسكري في مصر الى أمر واقع، وفي أعقاب الموقف المتردد للولايات المتحدة الذي يسيء إلى جنرالات الجيش ويقوي موقف المتدينين الظلاميين. لكن خلال الانقلاب وقفت إسرائيل على الحياد.
  • وفي الواقع، في الوقت الذي تدخل فيه إردوغان بطريقة فظة في الحرب الأهلية في سورية ووجه تهديدات إلى بشار الأسد، حرصت إسرائيل على النأي بنفسها عما يجري وامتنعت عن اتخاذ موقف. فإذا كان هذا هو موقف إسرائيل حيال الأزمة التي تحدث على حدودها الشمالية، فمن الأكيد أنها لا يمكن أن تكون فكرت بالتخطيط للمواجهة الدموية الدائرة على حدودها الجنوبية.
  • خلال سنة حكم مرسي كنا نراقب بقلق نمو التطرف الإسلامي في القاهرة. لكن إسرائيل حرصاً منها على المحافظة على التعاون الهش مع الجيش المصري ولجم الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، كانت تمشي على رؤوس أصابعها بشأن كل ما له علاقة بالرئيس المصري. كما كانت حريصة على ألا يؤدي أي تدخل منها إلى زيادة حدة الموقف العدائي لمرسي إزاءها.
  • إن الجيش المصري لم  يشرك إسرائيل في خططه. ولو كنت مكان وزير الشؤون الاستخباراتية د. يوفال شتاينتس لقمت بتقصّي ما تعرفه جميع الأطراف الإسرائيلية التي تعنى بجمع المعلومات عن الانقلاب العسكري للجيش المصري، كي لا نفاجأ في الجولة المقبلة، في حال حدوثها.
  • من هنا يمكن القول إن الهجوم الكلامي لإردوغان على إسرائيل لا أساس له من الصحة، واتهامه إسرائيل بأنها وراء الانقلاب العسكري في مصر نموذج للنمط المعتاد لخطاب المعادين للسامية الذي يعود إلى الزمن القديم. وإردوغان ينتمي إليهم.