من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· برر ديوان رئاسة الحكومة الاعتذار الإسرائيلي من تركيا الذي تحقق قبل العيد بضغط كبير من جانب رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، بأنه جاء نتيجة الأوضاع الجديدة في سورية. وقال المقرّبون من نتنياهو إن خطورة الوضع لدى جارتنا الشمالية فرض العودة إلى التنسيق مع أنقرة.
· وبعد مرور أقل من أسبوع كشف تقرير صادر عن وكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش الإسرائيلي أقام مستشفى ميدانياً على الحدود السورية في الجولان. وجاء ذلك بعد وقت قصير من سماح إسرائيل للمرة الثالثة خلال شهر، بدخول الثوار السوريين المصابين بجروج جرّاء المعارك إلى أراضيها للمعالجة. فهل يعني ذلك أن تغييراً جذرياً طرأ على السياسة الإسرائيلية حيال الحرب الأهلية في سورية التي دخلت الآن عامها الثالث؟
· الجواب حتى الآن هو لا تغيير في السياسة. من المحتمل أن يكون أوباما ونتنياهو قد توصّلا بصورة سرية إلى تفاهمات أُخرى بشأن الخطوات العملية للتدخّل بما يجري في سورية، لكن في ظل غياب أي دليل على ذلك، فإن الاحتمال المنطقي هو أن تكون سياسة القدس إزاء سورية قد بقيت على حالها. لقد تفادت إسرائيل الدخول في قلب المواجهات الداخلية في سورية، في الوقت الذي كانت تتمنى استمرار المعارك، لأن ذلك يؤدي إلى تآكل الخطر الذي كان يمثله جيش الأسد.
· لكن مع ازدياد تعقد الوضع في سورية، فإن إسرائيل اضطرت إلى رفع درجة اهتمامها بما يجري هناك. وبرز ذلك على الصعيد العلني عبر اتخاذها خطوات إنسانية مثل استقبالها الجرحى السوريين، وموافقتها على معالجتهم في إسرائيل، وعلى الصعيد الاستخباراتي عبر زيادة متابعتها للحرب في سورية تخوفاً من انعكاساتها على إسرائيل، مثل انتقال السلاح الكيميائي إلى أيدٍ معادية.
· خلال العام الأول للحرب في سورية كان هناك مَن توقّع في إسرائيل أن نهاية الأسد بات أمراً لا مفر منه، وأن الثوار سيهزمونه خلال وقت قصير. لكن هذه التوقعات لم تتحقق، وبدلاً من الحسم، حدث تعادل في القوة بين الطرفين. فقد استطاع الثوار السيطرة على نحو 65% ـ 75% من أراضي الدولة، لكن الأسد نجح في إحكام سيطرته الفعلية على العديد من المناطق المهمة مثل دمشق وحلب وحمص، إلى جانب الجيب العلوي في شمال غرب سورية.
· وساهم الدعم الإيراني والروسي في قدرة الرئيس السوري على الصمود. فقد رفضت روسيا المساهمة في تنحية الأسد بحجة أن أحداً لا يستطيع أن يضمن لها أنه بعد مرور نصف عام على رحيله سيعود الاستقرار إلى الدولة، أو سيقوم حكم في سورية يكون أفضل من الحكم السابق.
· من المحتمل أن تنتهي الحرب الجارية حالياً في سورية فجأة باغتيال الرئيس (وكاد الثوار ينجحون في القيام بذلك أكثر من مرة)، أو باستسلام مفاجىء للأسد ومغادرته. لكن يبدو الآن أن القصة طويلة. فالمعارضة السورية تدّعي أنها بحاجة إلى مساعدة عاجلة جديدة من أوروبا ومن الولايات المتحدة (إلى جانب المساعدة الكبيرة التي تقدمها قطر والسعودية)، وهي ترى أن هناك فرصة لحسم المعارك في الفترة الزمنية الواقعة بين الربيع والخريف حين يسمح لهم الطقس بالمبادرة إلى شنّ هجمات برية كبيرة. وفي هذه الأثناء تتواصل عملية تفكك سورية إلى مناطق متقاتلة تسيطر عليها الطوائف المتعددة.
· بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الوضع الجديد لا يزعجها . ففي الأسبوع الماضي ذكر مراسل الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي نقل فرقة عسكرية من الجيش من الجبهة مع سورية إلى الجبهة مع لبنان. وهذا التغيير يدل على أن الجيش يقدّر أن الخطر على الجبهة مع لبنان هو أكبر من خطر نشوب مواجهة تقليدية مع الجيش السوري.
· وحتى الآن، فإن دعم إسرائيل الظاهري للثورة السورية يقتصر على مبادرات مثل استقبال الجرحى على حدودها، وعلى خطوات صغيرة وحذرة. ولا يبدو أن من أهداف إسرائيل إحداث تغيير في سورية، وليس لديها القدرة على التأثير في اللاعبين الأساسيين، وهي الآن تقوم بما هو ضروري.
· فخلال الأشهر الأخيرة بذلت إسرائيل جهدها للتهرب من تقديم المساعدة الطبية للجرحى (وذلك من خلال منعهم من الاقتراب من الحدود). وفي الفترة الأخيرة قام رئيس الخدمات الطبية العميد إسحاق كرايس بجولة في الجولان. ويمكن القول إن إقامة المستشفى الميداني جاء نتيجة الأوضاع التي فرضها الوضع، والسؤال هو ما إذا كانت هذه الأوضاع ستجعل إبقاء موضوع المعالجة الطبية في حدوده الدنيا صعباً على إسرائيل.
· يتزايد وجود الثوار بالقرب من الحدود في المناطق التي طُرد منها الجيش السوري. ويتحدث المواطنون الدروز المقيمون في الجانب الإسرائيلي أنهم شاهدوا مسلحين تابعين للمعارضة بالقرب من السياج الحدودي. كما ازداد عدد الحوادث التي انزلق فيها إطلاق النار إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
· ويدور خلاف وراء الكواليس داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ يطالب قائد المنطقة الجنوبية يائير غولان بزيادة التدخل فيما يجري في سورية، سواء على صعيد الخطوات الإنسانية، أو استغلال فرص أُخرى. ورأى في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل ربما تضطر في النهاية إلى إنشاء نوع من منطقة أمنية على الجانب السوري من الحدود. وكان غولان قد تفرّد في المرة الأولى بإدخال جرحى سوريين للمعالجة داخل إسرائيل، الأمر الذي أثار غضب رئيس الأركان بِني غانتس الذي علم بالأمر لاحقاً. واليوم كل خطوة إنسانية يجب أن تحصل على موافقة رئيس الأركان.
· في المقابل فالرأي السائد في إسرائيل أن الوضع في سورية سيء، لكن من الممكن أن تكون البدائل أسوأ، ولذا هي لا ترى ما يدعو إلى الاستعجال، وتحذر من ادخال اصابعها في أتون الحرب الأهلية في سورية كي لا تكتوي بنارها.
___________
ملاحظة: تحتجب النشرة عن الصدور نهار الاثنين بسبب عطلة عيد الفصح المجيد (التقويم غربي).