الوزير السابق دان مريدور لـ "يديعوت أحرونوت": ضعف سورية وانشغال أغلبية الدول العربية بشؤونها الداخلية ينطويان على تطوّر إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

·       قال وزير شؤون الاستخبارات في الحكومة الإسرائيلية السابقة دان مريدور (66 عاماً)، في تصريحات خاصة أدلى بها في بحر الأسبوع الحالي إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" وتطرّق في مستهلها إلى موضوع إطاحته من قائمة تحالف "الليكود - بيتنا" عشية الانتخابات العامة الأخيرة للكنيست [التي جرت في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت]، إن السبب الرئيسي وراء عدم فوزه بمكان مضمون في تلك القائمة يعود إلى نشاطه السياسي في صفوف الحكومة السابقة والكنيست المنتهية ولايته، وخصوصاً حرصه على كل ما يتعلق بسيادة القانون، وحثّه على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية [مع الفلسطينيين]. وشدّد على أن جمهور ناخبي الليكود قال لا لهاتين القضيتين.

·       وأضاف مريدور الذي كان أحد الوزراء في "طاقم الثمانية" الذين وقفوا بالمرصاد لكل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق إيهود باراك، فيما يتعلق بنيّتهما شن هجوم عسكري على إيران، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُعتبر ممتازة، لكنها ليست قادرة على كل شيء. فمثلاً، في أثناء حرب لبنان الثانية [في تموز / يوليو 2006] كان أصحاب القرار جميعاً في إسرائيل متفائلين للغاية، بينما رأى هو أنه يجب وقف الحرب بعد أيام معدودة من شنّها لاعتقاده أن الاستمرار فيها لن يؤدي إلى أي حسم. وشدّد على ضرورة أن تحدّد إسرائيل في أي حرب تخوضها في المستقبل أهدافاً عينية مقلصة قابلة للتحقيق، كما حدث في عملية "عمود سحاب" العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة [في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012].

·       وأشار إلى أن أي حرب  طويلة الأمد، ولا يتم مسبقاً تحديد أهداف عينية لها، تنتهي fوضع يكون العالم كله ضد إسرائيل. وبرأيه، فإن هذا حدث في حرب لبنان الثانية، وفي عملية "الرصاص المسبوك" ضد قطاع غزة [في شتاء سنة 2009].

·       وفيما يتعلق بآخر تطورات "الربيع العربي"، رأى مريدور أن ضعف سورية، وانشغال أغلبية الدول العربية بشؤونها الداخلية، ينطويان على تطوّر إيجابي بالنسبة إلى إسرائيل. لكنه في الوقت نفسه، حذّر من مغبة ظاهرة جديدة تشهدها المنطقة وتتمثل في قيام منظمات "إرهابية" بالحلول محل سلطات الدول، كما حدث مثلاً في لبنان، حيث قام حزب الله ببناء قوة عسكرية هائلة لمصلحة إيران ترابط بالقرب من حدود إسرائيل.

·       وأبدى معارضته تقليص ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقيام إسرائيل بشن هجوم عسكري من جانب واحد على إيران. وقال إن على الولايات المتحدة أن تتولى كبح البرنامج النووي الإيراني من خلال تشديد وطأة العقوبات المفروضة على طهران، وتجهيز الرأي العام الأميركي لاحتمال شنّ هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن مثل هذه المقاربة تخدم مصالح الولايات المتحدة، وتعزّز مكانتها في المنطقة.

·       وأعرب مريدور عن أسفه لإسقاط الموضوع الفلسطيني من جدول الأعمال العام في إسرائيل، وأكد أن إسقاطه يشكل خطأ فادحاً. وأشار إلى أن العالم لم يعد يصدّق أن إسرائيل راغبة في تحقيق حل الدولتين، نظراً إلى اعتقاده أن سياسة الاستيطان لا تتلاءم مع نية إحراز السلام. كما أشار إلى أنه يؤيد إجراء مفاوضات [بين إسرائيل والفلسطينيين] على أساس مبادرة السلام العربية، لكنه شدّد على أن إسرائيل لا يمكنها أن تنسحب إلى حدود 1967، ولا يمكنها أن توافق على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

 

·       وفيما يتعلق بموقف رئيس الحكومة إزاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، قال مريدور إن نتنياهو يتبنى موقفاً فحواه إمّا التوصل إلى اتفاق شامل، وإمّا استمرار الوضع القائم، وشدّد على أن الخيار الثاني خطر للغاية.