هجوم وزير الدفاع الحالي على الولايات المتحدة دليل على أنه لا يتحلى بأدنى قدر من الحكمة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      إذا كنا راغبين في أن نسمي المولود باسمه الحقيقي، لا بدّ من القول إن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إما أنه يعرف شيئاً لا نعرفه نحن وإما أنه ببساطة شخص غبيّ. فمن دون ذلك لا يمكن أن نفسّر سلوك الوزير الأكثر أهمية في الحكومة الإسرائيلية وأن من شأن تصريحاته الأخيرة حول الإدارة الأميركية [التي شن فيها هجوماً حاداً عليها متهماً إياها بإبداء الضعف في معالجة البرنامج النووي الإيراني وسائر المشكلات التي يشهدها العالم]، أن تلحق أضراراً كارثية بالعلاقات الخارجية الأكثر أهمية إن لم تكن الوحيدة التي لدولة إسرائيل في الوقت الحالي.

·      بكلمات أخرى: فقط إذا كان وزير الدفاع يعتقد ما يبدو، أن إسرائيل هي القوة العظمى الأكبر في العالم، وأنها ليست بحاجة إلى أي دولة أخرى لا من الناحية العسكرية ولا من الناحية السياسية، وأنه خلافاً لما هو دارج، لا تشكل عبئاً على كاهل الولايات المتحدة بل على العكس، وأن التبعية الحقيقية في واقع الأمر هي تبعية الإدارة الأميركية للحكومة الإسرائيلية، عندها فقط يكون هناك تفسير للسلوك العديم المسؤولية لوزير الدفاع.

·      لكن نظراً إلى أن الوضع ليس على هذا النحو قط، ونظراً إلى أننا على الرغم من التبجح الذي يسم تصريحات يعلون، فنحن لا نزال دولة جهازها الأمني كله أميركي بدءاً بإطارات سيارات الجيب وانتهاء بطائرات الشبح، هذا من دون أن نتحدث عن اضطرارنا عشرات المرات الى اللجوء للفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي، فلا مفرّ من أن نقرّ بأن لدينا وزير دفاع لا يتحلى بأدنى قدر من الحكمة والمسؤولية.

·      لو أن هذا حصل مرة واحدة لقلنا: فليكن. لكن يعلون اضطر من قبل إلى الاعتذار عن الإهانات التي وجهها إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري. أما الآن، فإنه يوجه سهامه أساساً إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما. ولذا لم يكن مستغرباً بتاتاً أن تكون ردود الفعل الصادرة من جانب الإدارة الأميركية غير مسبوقة في حدتها.

·      بحكم معرفتي بوزير الدفاع، يمكنني القول إن يعلون يقول بالضبط ما يفكّر به. وربما هنا تكمن المشكلة، فعندما يفكر وزير الدفاع بهذه الطريقة وهو يعرف مدى اعتماد جهاز الأمن الإسرائيلي على الولايات المتحدة، فإن ذلك يشكل دليلاً على أنه بالتأكيد، لا يفهم جوهر العلاقات بين الدولتين.

·      وليكن واضحاً أنه لو كان يعلون يلحق الضرر بنفسه فقط ما كنا لنخصّص له سطراً واحداً. إن المشكلة هي أننا كلنا نتأذى من جراء هذه التصريحات. وفي أجهزة الأمن الأميركية يعرفون كيف يتخذون عقوبات رسمية حتى بسبب أخطاء أفراد. واعتدنا أن يكون الانتقام الأميركي غير جارف، فهو يأتي على دفعات، بدءاً بتبريد العلاقات وخفض درجتها، مروراً بتقليص التعاون، وانتهاء بإلغاء تدريبات وزيارات دورية.

·      إزاء ذلك يبقى هناك سؤال مثير للاهتمام مثلما هي الحال دوماً: أين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؟ هل يدل صمته على أنه موافق على مواقف يعلون؟
إن الشجب العلني هو أقل ما يتعين على نتنياهو أن يفعله. وإذا ما اراد رئيس الحكومة أن ينقذ العلاقات الأمنية الأهم لدى الدولة، فإنه ملزم بأن يدعو يعلون إلى التزام النظام.

·      إن اعتذار يعلون فقط لا يكفي، بل على نتنياهو شخصياً أن يعتذر للأميركيين، على الأقل مثلما اعتذر هذا الأسبوع للأردنيين عن حادثة مقتل القاضي [رائد زعيتر] برصاص جنود إسرائيليين في معبر اللنبي. ولا شك في أن علاقاتنا بواشنطن لا تقل أهمية عن علاقاتنا بالأردن.