من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· قال لنا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أفيف كوخافي، إن هناك 200 ألف صاروخ موجه اليوم نحو إسرائيل، وهناك آلاف من الرؤوس المتفجرة، بعضها كيماوي وبعضها بيولوجي، موجهة نحو تل أبيب، وجميع هذه الصواريخ هي في حيازة جهات معادية لإسرائيل وأغلبيتها مجموعات متدينة ومتشددة. من هنا السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لم تسقط هذه الصواريخ حتى الآن على رؤوسنا؟
· إن السبب الذي يمنع إطلاق هذه الصواريخ علينا هو نفسه السبب الذي كبح مصر وسورية في حرب يوم الغفران [حرب تشرين 1973]، أي الردع الاستراتيجي، فأعداء إسرائيل يريدون أن يظلوا على قيد الحياة هم أيضاَ، وحتى المتدينين من بينهم.
· هل تستطيع إسرائيل مواجهة هذا التهديد؟ طبعاً، تستطيع ذلك، لولا أنها لم تضيع 40 عاماً من التفوق النووي وذلك باختيارها الطريق الخطأ. فلو عمدت إسرائيل إلى توطيد الاستقرارعلى أساس حدود 1967، لكانت اليوم قد حظيت بالاعتراف من جانب دول المنطقة، وبالاعتراف الأميركي بردعها النووي، ولدخلت تحت المظلة النووية لحلف شمال الأطلسي الناتو، ولاستطاعت الحصول على الدعم الغربي الجاد لكل خطوة تقوم بها حتى لو كانت هجومية ما دامت هذه الخطوة ضرورية من أجل الدفاع عن نفسها.
· لكن حكومة إسرائيل اختارت الطريق المعاكس، وقررت أن تكون الدولة الاستعمارية الأخيرة في العالم وأن تقضي على الديمقراطية وأن تقدم نفسها بصفتها دولة المتدينين المتشددين.
· ويبدو أن إسرائيل تعتقد أن الملايين التي يجري صرفها على المرشحين المتطرفين في الانتخابات الأميركية تشكل بديلاً من الدعم العالمي الواسع للردع النووي.
· والآن كل ما تبقى لحكومة إسرائيل هو أن تقرر ما إذا كان عليها مهاجمة المنشأة النووية المحصنة تحت الأرض في قم، والمجازفة بتدمير نصف مدينة تل أبيب بآلاف الصواريخ من أجل إبعاد عملية إنتاج إيران للقنبلة النووية لمدة عام أم الامتناع من ذلك.
· يدعي نتنياهو أنه يحترم رئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرشل الذي وصل إلى السلطة بعد استقالة تشامبرلين بسبب إخفاق سياسته. إن سياسات نتنياهو، التي تسببت بعزل إسرائيل وحولتها إلى دولة مكروهة، هي المشكلة، وهي التي تشكل خطراً وجودياً. إن الذي يريد مهاجمة إيران يجب أن يكون قادراً على أن يحظى بثقة العالم بسبب اعتداله، وأن يكون قادراً على إقناع العالم بأن هجومه هو للدفاع عن النفس.
· إذا كان نتنياهو لا يعتزم الاستقالة والخروج من الحكومة، يجب أن تكون هناك قوة قادرة على إخراجه منها قبل الحرب أو بعدها مباشرة. ومن أجل تحقيق هذه الغاية نحن بحاجة إلى الأكثرية المطلوبة التي يجب الإعداد لها بدءاً من هذه الأيام العاصفة.