· انتهى الاجتماع بين خالد مشعل وأبو مازن في الدوحة برعاية أمير قطر بنجاح كبير. وهذا ليس أول اجتماع ناجح ضمن سلسلة الاجتماعات التي عقدت للمصالحة بين ممثلي "فتح" و"حماس" بدءاً من سنة 2005. فهناك المصالحة التاريخية التي جرى التوصل إليها في شباط/فبراير 2007 في مدينة مكة المكرمة، والتي في أعقابها قام أنصار "حماس" برمي أنصار "فتح" من أسطح الأبنية العالية في غزة، وأطلقوا النار على أرجلهم، واعتقلوا كبار المسؤولين الذين لم ينجحوا في مغادرة القطاع، وقد ردت عليهم حركة "فتح" بالمثل.
· لكن يبدو أن رعاية أمير قطر للاتفاق الذي جرى التوصل إليه يشكل ضمانة لجديته هذه المرة. وثمة تقديرات تشير إلى أن الرعاية القطرية ستكون مدعومة بالمساعدة المالية للشعب الفلسطيني من أجل تحريك العملية السياسية. وقد تنجح قطر في الحصول على التأييد العربي والدولي لهذا الاتفاق، وفي التوصل إلى إشراك "حماس" في الحكم وتحييد المطالب التي فرضتها اللجنة الرباعية الدولية على الحركة مثل الاعترف بإسرائيل ونبذ الإرهاب وتفكيك بناها التحتية كشرط لمشاركتها في الحكم وفي العملية السياسية.
· وتظهر هنا رغبة كل طرف من أطراف الاتفاق في الظهور بصفته الطرف المعتدل الذي يقدم نتازلات من أجل درء خطر استمرار الانقسام. وفي الوقت الذي يتوجه فيه أبو مازن إلى الغرب معلناً أن هدف الاتفاق هو إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة منتخبة وتحقيق الوحدة الداخلية، فإن التصريحات الصادرة عن مشعل والتي تحظى بموافقة إسماعيل هنية لا تبشر بالخير. ووفقاً لكلامه فإن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه "سيسمح للشعب الفلسطيني بتوحيد صفوفه، والتفرغ للموضوع الأساسي، أي محاربة الاحتلال وتحقيق حق العودة للشعب الفلسطيني."
لا تستطيع حركة "حماس" تقديم ما ينتظره منها أبو مازن والواهمون الآخرون. فثمة إجماع داخلها على الاستراتيجيا، لكن هناك جدل بشأن الخطاب المستخدم. فعلى سبيل المثال، يقول أحد كبار المسؤولين في الحركة د. الزهار أنه لا يؤمن بالمصالحة وإنما بالكفاح المسلح، أمّا هنية فأعلن أنه مع هدنة طويلة الأمد في حال وافقت إسرائيل على دولة فلسطينية ضمن حدود 67 عاصمتها القدس مع عودة اللاجئين، من جهته دعا مشعل، مهندس اتفاق الدوحة، إلى محاربة الاحتلال وعودة الحقوق.