· وصل الرئيس الأميركي الـ 44 باراك أوباما إلى إسرائيل في ظروف وشروط مختلفة جداً عن تلك التي كانت سائدة عندما وصل إلى القاهرة [سنة 2009]. إذ لا يحتاج أوباما اليوم إلى المحافظة على استراتيجية النأي بالنفس والابتعاد عن إسرائيل مثلما فعل في بداية حكمه، ضمن مساعيه الرامية إلى بناء التعاون المنشود مع العرب. وما حدث في هذه الزيارة هو العكس تماماً، ففي ظل تعاظم التهديد الإيراني، وفي مواجهة الاضطرابات التي تزعزع العالم العربي، بات أوباما واعياً حقيقة أن إسرائيل هي جزيرة للاستقرار وسط عالم عاصف وعنيف، وكان من المهم بالنسبة إليه أن يزيل الشكوك السابقة التي أحاطت بمقاربته لإسرائيل وطريقة تعامله معها.
· لقد شكل الخطاب الذي ألقاه أوباما بالأمس في مطار بن - غوريون انقلاباً على الخطاب الذي ألقاه في القاهرة قبل 4 أعوام حين اعتبر قيام دولة إسرائيل هو النتيجة المباشرة للمحرقة النازية. ففي خطابه بالأمس تحدث أوباما مطولاً عن الإرث القديم للشعب اليهودي وعن جذوره التاريخية العميقة وارتباطه بأرض الأجداد. ويمكننا أن نرى في هذا الكلام جهداً رئاسياً ملحوظاً يهدف إلى إعطاء الزيارة طابعاً عاطفياً يقوم على المودة والتعاطف العميقين مع الجمهور الإسرائيلي ومع زعامته. وفي تقدير أوباما أن اظهار هذه المحبة سيشكل أساساً لقيام حوار صادق مع حليفته إسرائيل. وهو يأمل في أن تؤدي هذه الاستراتيجية الجديدة إلى جعل إسرائيل أكثر اطمئناناً وثقة بالتزام الولايات المتحدة تعهداتها في مواجهة المخاطر والتحديات الإقليمية التي تواجه إسرائيل.
· من هنا يمكن القول إن الهدف الأساسي للزيارة هو ترميم الثقة الإسرائيلية في النوايا الأميركية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى تزايد استعداد إسرائيل لوضع ثقتها في الأميركيين وأن تصبح أكثر انفتاحاً على مبادرات أوباما.