الربيع العربي غيّر وجه الشرق الأوسط ولم يعد هناك مجال لأي تنازلات إسرائيلية إقليمياً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • إن كل من يعتقد أن الواقع الذي كان سائداً في منطقة الشرق الأوسط لا يزال قائماً، إما أعمى أو منعزل عن الواقع. فلم يعد الآن ثمة وجود لأنظمة وجيوش ودول سيادية كان بالإمكان التوصل إلى اتفاقيات معها، وحلت مكانها كيانات إقليمية هشة تسيطر عليها عصابات مسلحة وعنيفة تتحكم فيها تنظيمات مثل القاعدة والجهاد العالمي والسلفيين لا تتحلى بأي مسؤولية ولا يمكن أن تتحلى بها في المستقبل.
  • والأنكى من ذلك أن كل المناطق التي انسحبت إسرائيل منها في الماضي سرعان ما وقعت في أيدي عصابات كهذه كما حدث في كل من شبه جزيرة سيناء وجنوب لبنان وقطاع غزة. وبناء على ذلك، أعربت أوساط كثيرة في إسرائيل أخيراً عن ارتياحها إلى عدم إقدام إسرائيل على الانسحاب من هضبة الجولان وإعادتها إلى سورية التي تشهد حرباً أهلية لا يعرف أحد متى تنتهي.
  • وتدرك هذه الأوساط أن الانسحاب من مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] سيكون أخطر بكثير من الانسحاب من هضبة الجولان. والتوقعات السائدة لدى هذه الأوساط أن أي أرض تنسحب إسرائيل منها في يهودا والسامرة ستقع في يد منظمات جهادية وسلفية من كل العالم العربي، وعندها سيصبح مطار بن غوريون الدولي ووسط إسرائيل عرضة لتهديدات ومخاطر كما هي الحال في المناطق المحاذية لسيناء وقطاع غزة.
  • ولن يكون أعضاء المنظمات الجهادية بحاجة إلى إطلاق أكثر من صاروخ واحد في الشهر كي يتسببوا بشلّ الحياة في وسط إسرائيل. وبناء على ذلك، لا يجوز التفكير الآن بأي انسحاب قط من مناطق يهودا والسامرة.
  • ثمة من يدعي أن الهدوء السائد في المناطق [المحتلة] منذ عدة أعوام نتيجة أداء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وهذا ادعاء غير صحيح بتاتاً، لأن هذا الهدوء أولاً وقبل أي شيء راجع إلى سيطرة إسرائيل أمنياً على هذه المناطق. وللعلم فقط، فإن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقوم كل ليلة باعتقال مطلوبين من المناطق [المحتلة] بشبهة التخطيط للقيام بعمليات "إرهابية". ويمكن افتراض أن هذه الاعتقالات هي التي تحول دون وقوع الكثير من العمليات "الإرهابية" في تلك المناطق.
  • على جميع المسؤولين والرأي العام في إسرائيل إدراك أن الربيع العربي غيّر وجه منطقة الشرق الأوسط برمتها. ولذا يجب الكف عن التمسك بجميع الأوهام المتعلقة بالتنازلات الإقليمية، وأن نرى أن هذه المنطقة باتت بالنسبة إلى إسرائيل أكثر عنفاً وتطرفاً مما كانت عليه في السابق.