· إن الخطأ الأساسي الذي يرتكبه كثيرون في ما يتعلق بالعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين هو الاعتقاد بأن توقيع اتفاق للسلام سينهي النزاع، وسيؤدي إلى إحلال السلام في المنطقة. ويستند هذا الافتراض إلى الفكرة الخطأ بأن عرب إسرائيل سينسجمون مع دولة إسرائيل، ولن يتطلعوا إلى الحكم الذاتي/الدولة [الفلسطينية] الموجودة خارج الحدود.
· في الواقع، فإنه من الواضح أن الاتفاق السياسي الذي سيوقع سيشكل نقطة انطلاق لتطلعات مشابهة لدى عرب إسرائيل في المثلث والجليل والنقب. وسوف تحوّل هذه الحقيقة أي محادثات سنجريها مع أبو مازن أو أي زعيم عربي آخر، إلى وهم، لأن التداخل الإثني بين اليهود والعرب في أرض إسرائيل عميق إلى درجة لا يمكن التوصل معها إلى حل حقيقي للصراع القومي بين الطرفين.
· ومع الأسف الشديد، فإن اليسار الإسرائيلي مثله مثل أغلبية حكومات اليمين، يتجاهل هذه النقطة على أمل أن يحل السلام في المنطقة بعد الانسحاب الإسرائيلي المتفق عليه من أراض معينة. وفي الواقع، فإن هذا يعكس تعامياً خطراً يذكّر بالأخطاء المأسوية التي ارتكبتها شعوب أخرى في التاريخ.
· وفي ما يتعلق بإسرائيل، فإن السبب الأساسي لهذا الوهم هو النظام السياسي الذي يمنع طرح الحلول الراديكالية والمؤلمة التي تطبق الفصل الحقيقي والعملي بين السكان اليهود والعرب. إن فكرة هذا الفصل التي طبقت في العالم خلال القرن الحادي والعشرين في حالات كثيرة وكانت السبب في التهدئة في مناطق كثيرة تشهد نزاعات، تحولت إلى ما يشبه وجود فيل داخل غرفة لكن لا أحد يريد التحدث عن ذلك. ولهذا، نجد شعوباً مختلفة في الشرق الأوسط تقوم بذبح بعضها البعض لأسباب عرقية (السنة والعلويون والدروز واليزيديين والشيعة والأكراد)، بينما يحاول العالم العثور على حلول مختلفة متجاهلاً السبب العميق وراء انعدام الهدوء وأعمال القتل.
· إن ما يحدث تحديداً في العراق وسورية وفي أجزاء من تركيا ومن المحتمل أن يخرج من القمقم في الأردن، وما يحدث كذلك في إيران ودول الخليج، يفرض علينا جميعاً العودة إلى استخدام كلمات مستهجنة في القاموس الإسرائيلي، أي نقل السكان أو كما يقال في اللغة الأجنبية: الترانسفير.
· لا مفر من إعادة طرح الترانفسير أو تبادل السكان على طاولة النقاشات بيننا وبين الفلسطينيين. فعدم حديثنا عن الهوية الفلسطينية لدى عرب إسرائيل، لا يعني أنها لم تعد موجودة في الحقيقة.