من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· كما كان متوقعاً، نال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الانتخابات الرئاسية لحزب الليكود أغلبية كبيرة تقدر بنحو 77٪ من الأصوات، الأمر الذي يدل على أن الأجواء السياسية في مصلحته، وتتوقع له استطلاعات الرأي أن يحظى بولاية جديدة في قيادة الدولة. لكن ما يكدّر هذا الإنجاز الذي حققه نتنياهو في الانتخابات هو حصول خصمه موشيه فايغلين على 23٪ من الأصوات.
· لم يكن فايغلين يتوقع الفوز في الانتخابات والحلول محل نتنياهو على رأس حزب الليكود، لكن كانت لديه أهداف أخرى، منها دفع حزب الليكود باتجاه تحقيق أيديولوجيا اليمين المتشدد، أي توسيع المستوطنات وتأييد البؤر الاستيطانية غير الشرعية وعرقلة التسوية السياسية مع الفلسطينيين القائمة على تقسيم أرض إسرائيل إلى دولتين. ولقد أدى تخوف نتنياهو من فايغلين، حتى قبل المنافسة بينهما على رئاسة الليكود، إلى التوجه أكثر نحو اليمين، وإلى البحث عن سبل لإبقاء الخارجين عن القانون في مستوطنة ميغرون وفي البؤر الاستيطانية الأخرى في الأراضي التي نهبوها من الفلسطينيين.
· والآن، وبعد انتهاء المنافسة، بدأ الصراع الحقيقي على هوية حزب الليكود وعلى تركيبة القائمة التي ستخوض الانتخابات المقبلة للكنيست. ويبدو أن التخوف من ازدياد قوة الكتلة التي يمثلها فايغلين يضغط على المرشحين ويدفعهم إلى اتخاذ مواقف يمينية متطرفة، أو ببساطة الكشف عن مواقفهم الحقيقية التي كانوا يخفونها حتى الآن تحت غطاء رقيق من الاعتدال السياسي.
· يمثل وزير التعليم جدعون طليعة هؤلاء السياسيين الانتهازيين، إذ أعلن فور ظهور نتائج انتخابات رئاسة الليكود توسيع جولات التلامذة في الخليل، وزيارة مستوطنات معزولة بالقرب من نابلس، وصرح أن "السلام لا يتحقق باقتلاع اليهود من أرض إسرائيل"، داعياً الى مواصلة البناء فيها.
· ويمثل جدعون ساعر التيار الرافض لأي تسوية واتفاق داخل الليكود، فهو يحاول محو "خطاب بار - إيلان" الذي ألقاه نتياهو في حزيران/يونيو 2009 [وأعلن فيه موافقته على حل الدولتين]. لا يوجد في حزب الليكود اليوم قوة مضادة يمكنها الوقوف في وجه فايغلين وأنصاره، وتستطيع أن تفرض سياسة خارجية معتدلة، وتقدر على دعم الديمقراطية داخل إسرائيل. وعلى الرغم من أن نتنياهو هو الذي فاز برئاسة حزب الليكود، لكن يبدو أن فايغلين هو صاحب القرار الفعلي في الحزب، الأمر الذي لا يبشر بالخير بالنسبة إلى مستقبل إسرائيل.