شكل البرنامج النووي الإيراني أمس (الخميس) المحور الرئيسي لعدة محاضرات ألقاها مسؤولون كبار من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في آخر أيام مؤتمر هرتسيليا بشأن ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي.
وكان أول هؤلاء المسؤولين النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون الذي أكد أنه لا يجوز التلكؤ في كبح البرنامج النووي الإيراني، ذلك بأن امتلاك إيران أسلحة نووية سيحولها إلى كابوس يقض مضاجع العالم الحر كله وكذلك العالم العربي برمته، فضلاً عن تحولها إلى خطر كبير يهدد إسرائيل.
وأضاف يعلون أن الدول الغربية تملك القدرة الكافية على شن هجوم عسكري على إيران لكبح برنامجها النووي، لكن ما دام المسؤولون الإيرانيون مقتنعين بأن الغرب لا يملك التصميم المطلوب لشن هجوم كهذا فإنهم سيستمرون في أحابيلهم، وفي دفع برنامجهم النووي العسكري قدماً.
كما أكد أنه يمكن إلحاق أضرار بجميع المنشآت النووية الإيرانية، مشدداً على أنه يقول ذلك انطلاقاً من تجربته العسكرية كرئيس سابق لهيئة الأركان العامة.
وبعد يعلون تكلم في المؤتمر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] الجنرال أفيف كوخافي فأشار إلى أن الخطر الذي يهدد إسرائيل من جميع الجبهات في الآونة الأخيرة يظل كامناً في وجود 200,000 صاروخ وقذائف هاون في أراضي الدول التي تحيط بها، منوهاً بأن الآلاف من بين هذه الصواريخ يبلغ مداها مئات الكيلومترات.
وقال كوخافي إن إيران باتت تملك 4 أطنان من اليورانيوم المخصب بدرجة 3،5٪، ونحو 100 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة 20٪، ويمكن إنتاج 4 قنابل نووية من هذه الكمية، وشدد على أن إيران ليست بحاجة إلى تطوير قدرات تكنولوجية أخرى لإنتاج هذه القنابل، وإنما هي بحاجة إلى قرار حاسم في هذا الشأن.
وكان آخر المتكلمين في المؤتمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فأكد أنه لا يجوز الانتظار أكثر لكبح البرنامج النووي الإيراني العسكري لئلا يصبح ذلك متأخراً.
وأضاف أن العالم بدأ يدرك أكثر من أي وقت مضى أن من الضروري منع إيران من أن تتحول إلى دولة نووية، وأنه يجب عدم إسقاط أي خيار من جدول الأعمال، وأنه في حال عدم تحقيق العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على طهران النتائج المطلوبة فيما يتعلق بكبح برنامجها النووي فلا بد من دراسة إمكان شن عملية عسكرية عليها.