خطاب نتنياهو أمام منظمة الإيباك لم يحمل جديداً وغاب عنه شكر أوباما وإدانة الأزمة الأوكرانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      لقد كان خطاب نتيناهو الأخير أمام إيباك أحد أضعف خطاباته، فقد قال ما رغب سامعوه في سماعه عن إيران والفلسطينيين، وعن المقاطعة ضد إسرائيل، وعن تفوق إسرائيل الأخلاقي بالمقارنة مع الدول الأخرى في المنطقة. لكن الخطاب لم يحمل جديداً، فقد كرر فيه رئيس الحكومة مطالب إسرائيل الأساسية المعروفة جيداً في الموضوعات الثلاثة، لكن الأسوأ من هذا ان الخطاب افتقر إلى الحماسة مثل الخطيب الذي ألقاه.

·      لم ينجح نتنياهو في إثارة حماسة 14 ألف أميركي من مؤيدي إسرائيل من اليهود وغير اليهود، تجمعوا في ذروة عاصفة ثلجية في قاعة ضخمة في واشنطن، على أمل سماعهم خطاب تشرشلي من رئيس حكومة إسرائيل. لقد كان نتنياهو فصيحاً وساخراً ومفعماً بالثقة بالنفس، لكنه كان عادياً جداً. فقد حظي بالتصفيق 12 مرة خلال خطاب استغرق أقل بقليل من 40 دقيقة، وهذا أمر ليس بالسيئ، لكن الجمهور لم يظهر حماسة كبيرة.

·      وعلى الرغم من ذلك، فقد حقق نتنياهو من خلال ظهوره أمام إيباك ما أراد تحقيقه. فقد حصل على تأييد قاطع لسياسته من جانب الناشطين في التيار الأساسي ليهود الولايات المتحدة، سواء كانوا من الليبراليين أو المحافظين. واستطاع أن يوجه رسالة ليس فقط إلى أوباما في البيت الأبيض، بل أيضاً مجلسي الكونغرس، وفحواها: زيدوا الضغط على إيران، ونال التصفيق على كلامه. كما قال كلاماً تصالحياً حيال الفلسطينيين، وحظي أيضاً بالتصفيق من جانب الجمهور اليهودي- الأميركي الذي يعتبر خطأ أنه محافظ وصقري. وحظي بتأييد مماثل لدى مطالبته الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في مواجهة حركة المقاطعة في أوروبا وفي المؤسسات الأكاديمية الأميركية، هذه الحركة التي يعتبرها نتيناهو معادية للسامية وتحت غطاء معاداة إسرائيل.

·      لكن أهم ما في الخطاب هو ما لم يشتمل عليه. فقد امتنع نتنياهو عن شكر الرئيس أوباما ولو لمرة واحدة، وهذا أمر غير مألوف في مثل هذه المناسبات. في المقابل لم يترك كلمة ثناء لم يوجهها إلى وزير الخارجية جون كيري للمساعي التي بذلها في الموضوع الفلسطيني. صحيح أن نتنياهو أشاد بالعلاقات الإسرائيلية - الأميركية لكن عدم توجيه كلمة طيبة واحدة إلى الرئيس أوباما يشير إلى الخلافات الكبيرة بينهما في الآراء.

·      وأستطيع المجازفة بالقول إن سبب غضب نتنياهو يعود إلى المقابلة العدائية وغير اللائقة لأوباما مع الصحافي المقرب منه جيفري غولدبرغ عشية زيارة نتنياهو لواشنطن حين ألمح أوباما إلى مسؤولية نتنياهو عن العقبات التي تعترض اتفاق الاطار الذي بلوره كيري.

·      ومن المحتمل أيضاً أن غضب نتنياهو يعود إلى الخلافات في الرأي بينه وبين أوباما وإدارته في ما يتعلق بموضوع إيران، فنتنياهو ليس مستعداً للقبول بسماح الأميركيين لإيران بتخصيب اليورانيوم، كما قال في خطابه.

·      ثمة عنصر آخر غاب عن خطاب نتنياهو هو عدم التطرق مباشرة إلى الأزمة الأوكرانية والسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، الموضوع الذي ألقى بظلاله على زيارة نتنياهو وسرق منه اهتمام الرئيس وإدارته واهتمام وسائل الاعلام. لقد امتنع نتنياهو عن التطرق إلى الخطوات الروسية أو إدانتها، على الرغم من معرفته بالانتقادات التي توجه إلى السياسة الخارجية لأوباما وحاجته إلى بعض الدعم. لكن ليس هناك ما يدفع نتنياهو إلى مساعدة أوباما جماهيرياً بعد ان أهانه، كما أنه لا يريد التورط في مواجهة مع بوتين، لأن ذلك قد يكلف إسرائيل غالياً خاصة إذا قرر بوتين الغاضب الرد من خلال إرسال منظومات السلاح المتطورة إلى سورية وإيران.

·      وفي الإجمال، يبدو أن نتنياهو حقق في واشنطن مراده، فقد حصل على تظاهرة دعم واضحة لسياسته من جانب اللوبي اليهودي القوي. وفي الوقت عينه عزز الروابط بين ناشطي المنظمة وزعامتها التي كانت محرجة من جراء الأخطاء السياسية التي ارتكبتها في الفترة الأخيرة في موضوع العقوبات ضد إيران. كما نجح نتنياهو في أن يوضح للرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إدارته ما هو موقف إسرائيل إزاء موضوع المفاوضات النووية مع إيران، وفي إعطاء انطباع بأن إسرائيل تبدي مرونة في المحادثات مع الفلسطينين، بينما يبدي أبو مازن تصلباً ويطرح مطالب غير منطقية.