"استيقظت في الصباح الباكر وبدأت بشرب القهوة وفجأة سمعت ضجة كبيرة في الشارع، وعندما نظرت عبر النافذة شاهدت شباناً غير مسلحين يقومون بأعمال الدورية، وتبين لي من ملامح وجوههم أنهم من حزب الله"- هذا ما قاله مواطن لبناني من أحد الأحياء الكبرى في بيروت الغربية أمس (الأربعاء) لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن ما أسماه "عرض العضلات" الذي قام حزب الله به. وأضاف المواطن اللبناني نفسه أنه بعد أن رأى هذا المشهد قام بالاتصال بعدد من أصدقائه في أحياء أخرى في بيروت وسمع منهم كلهم الوصف نفسه عن "شبان غير مسلحين يتجولون في الشوارع ويتكلمون عبر الهواتف الخليوية ويضعون إشارات على خرائط كانت في حيازتهم تتعلق بمواقع بيوت شخصيات مهمة مثل أعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال والإعلاميين والشخصيات العامة".

وتبين في وقت لاحق أن هذه الدوريات كانت تدريبات على احتلال بيروت، وذلك عشية إعلان مضمون القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان فيما يتعلق بعملية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري على الملأ. ووفقاً للتوقعات فإن القرار سيتهم حزب الله بارتكاب عملية الاغتيال هذه، وسبق أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب في حال اتهامه لن يقف مكتوف اليدين، وعلى ما يبدو فإنه يخطط للسيطرة على بيروت.

واستمرت التدريبات أكثر من ساعتين قام أفراد حزب الله خلالهما بالانتشار في 12 حياً في بيروت الغربية والضاحية الجنوبية وغيرهما.

على صعيد آخر فإن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون تطرّق في أثناء مداولات أجراها الكنيست أمس (الأربعاء) بشأن ثورة تونس والتوتر في لبنان، إلى آخر الأحداث في بيروت، قائلاً: "إن حزب الله يحاول أن يجرّ إسرائيل إلى الساحة السياسية في لبنان، لكن إسرائيل لن تنجرّ إلى ذلك. إن إسرائيل تعتبر الأحداث الأخيرة شأناً لبنانياً داخلياً، ولا يوجد لديها نية التدخل فيها. ومع ذلك، لا بُد من القول إن الوضع الحالي في لبنان يتسم بقدر كبير من الغموض، وهناك محاولات تبذلها دول عربية لإنهاء الأزمة لكنها لم تتكلل بالنجاح إلى الآن".