إجراءات تفتيش عنصرية ومهينة ضد معلمة عربية تحمل الجنسية الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إيزيس الياس- شحادة معلمة إسرائيلية تدرس منذ 19 عاماً في مدرسة متوسطة يهودية في طيرة في الكرمل. في الفترة الأخيرة كانت بصدد القيام برحلة سنوية مع تلامذتها إلى مدينة إيلات، لكن أصلها العربي- المسيحي أثار فوراً الشك لدى سلطات التفتيش الأمنية في المطار، وحوّل الرحلة الى عملية إذلال.

·      واستناداً إلى التقرير الذي كتبته أورلي فيلناي في "هآرتس" أول من أمس، أنه ما إن وصلت الياس –شحادة مع تلامذتها إلى المطار، حتى جرى فصلها عنهم، وأجبرت على خلع ملابسها والبقاء في ثيابها الداخلية من أجل الخضوع ل"تفتيش أمني" حيث جرى تفتيش شعرها وجسدها، وعندما احتجت قالوا لها إما أن تقبل بذلك أو عليها البقاء هنا وعدم السفر. واستمرت العملية المذلة ساعة.

·      لا يمكن التساهل إزاء ما عانته الياس-شحادة وما يعانيه كثيرون من عرب إسرائيل وعرب القدس الشرقية، وكذلك السياح القادمون من الخارج إلى إسرائيل. فالتفتيش الجسدي والأسئلة الخاصة والتدخل في الخصوصيات جزء مما يمر به الكثير من هؤلاء بسبب قرار تعسفي من جانب المفتشين، ومن دون سبب حقيقي.

·      لدى سلطات المطارات والأجهزة الأمنية عدد لا يحصى من الحجج والتبريرات، فهم يدعون أن جميع هذه الاجراءات تجري وفق القانون، والهدف هو "التأكد من أن المسافر لا يصل إلى الطائرة وهو يحمل أشياء قد تعرض أمن المسافرين للخطر".

·      لكن أمن المسافرين يجب تحقيقه من دون عمليات إذلال لا ضرورة لها، كما ان هناك اليوم وسائل تكنولوجية يمكن بواسطتها تجنب القيام بعمليات تفتيش محرجة.

·      إن تبرير السلطات بأن التفتيش الجسدي لا يخضع لاعتبارات الأصل الإثني للمسافر بل "لمقاييس أخرى" ليس مقنعاً. ففي حالة الياس-شحادة من الصعب العثور على هذه المقاييس الأخرى، فقد أجبرت المعلمة على خلع ملابسها وأهينت فقط لأنها عربية. ومن قام بذلك لم يلحق الأذى بها وبتلامذتها فحسب، بل ألحق الأذى بالمساواة وبحرية الفرد في إسرائيل.
تثبت هذه الحادثة مرة أخرى أن إعطاء الأمن أهمية قصوى يجعل السلطات تفقد رشدها.

·      لا يختلف أحد بشأن أهمية الأمن، خاصة في الأماكن الاستراتيجية مثل المطارات. لكن على الرغم من ذلك، يتعين على السلطات في المطارات أن تغير بصورة جذرية اجراءات التفتيش وأن تقوم بذلك بطريقة لائقة وغير عنصرية.