من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن سيناريو اعتراف الأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، بأغلبية كبيرة بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967، يتحول إلى أمر حقيقي أكثر فأكثر على الرغم من مساعي الأميركيين لعدم تحقيقه. ومن المحتمل أن يجري التصويت في الأمم المتحدة في وقت مبكر أكثر، وليس من المستبعد أن تضاف إليه بنود إشكالية بالنسبة إلى إسرائيل مثل عودة اللاجئين، وقرارات تتعلق بالقدس وجداول زمنية للتنفيذ.
· سيؤدي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى نشوء وضع استراتيجي جديد. فبعد أن يقول المجتمع الدولي كلمته، ستزداد الموجة المعادية لإسرائيل، الأمر الذي سيمنح الشرعية لفرض العقوبات عليها من جانب المنظمات والدول، وسيتفهم الرأي العام الدولي أعمال العنف ضدنا. ويمكننا أن نفترض أن الحكومة الإسرائيلية سترد على ذلك بعملية ضمّ أراضي جزئية، وبخطوات عسكرية. وفي هذه الأثناء سيزداد الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وسينشأ انقسام داخلي في موازاة الأزمة الخارجية.
· إن هذا السيناريو واقعي، وعلى الزعامة المسؤولة منع حدوثه. لقد قبل رئيس الحكومة في الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار - إيلان، بمبدأ تقسيم أرض إسرائيل إلى دولتين، لكن تحقيق هذا المبدأ حتى في إطار حدود 1967، أمر معقد. فالموضوعات العسكرية مثل السيطرة الإسرائيلية على المجال الجوي، ونزع السلاح والرقابة، وموضوع الحدود وتبادل المناطق، والجداول الزمنية، والمساعدة المالية للاجئين ولأولئك الذين سيجري إجلاؤهم، وموضوع التسوية في القدس، وقطاع غزة، وطبيعة العلاقات مستقبلاً بين الدوليتن وغيرها، موضوعات تتطلب حلولاً محددة. ومن هنا، فإن القرار الذي ربما تتخذه الأمم المتحدة من شأنه أن يبعد التسوية ويزيد في حدة النزاع.
· ثمة شك في أن تثمر المفاوضات المباشرة عن اتفاق. فتركيبة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، وضعف الزعامة الفلسطينية، وتعقيد الموضوعات، والفترة الزمنية القصيرة المتبقية قبل الاعتراف المحتمل للأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، سيجعل من الصعب جداً التوصل الى تسوية متفق عليها. وكل ما سنحصل عليه هو تبادل للاتهامات بين الأطراف المؤيدة أو المعارضة للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
· هناك سبيل واحد من الممكن أن يؤدي إلى تسوية. فنظراً إلى الضغوط السياسية، هناك ثغرة بين ما تستطيع الأطراف اقتراحه والقبول به، وبين ما هي مستعدة للتوصل إلى حل وسط بشأنه. ولا يمكن جسر هذه الثغرة إلاّ بواسطة مبادرة أميركية تبدأ بحوار ثلاثي وتنتهي باقتراح أميركي للتسوية.
· ومما لا شك فيه أن شرط نجاح مثل هذه الخطوة هو الفهم العميق لمصالح إسرائيل الحيوية والتي تمس وجودها، فضلاً عن تقديم حل منطقي لمشكلة اللاجئين ومساعدتهم والتعويض عليهم. وسيكون دعم الدول العربية المعتدلة والزعامات الأوروبية لهذه الخطوة على جانب كبير من الأهمية.
· إن رفض إسرائيل مثل هذا الاقتراح الأميركي المنطقي من شأنه التسريع في قرار الأمم المتحدة ومفاقمة النزاع الداخلي في إسرائيل. أما رفض الجانب الفلسطيني له فسيضر بالتأييد الدولي للفلسطينيين، وسيسرع في زوال حركة فتح، ويؤدي إلى قيام إسرائيل بخطوات أحادية الجانب.
· ستكون المئة يوم المقبلة مهمة. والتحدي اليوم مطروح على رئيس الحكومة والسلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، لكن المهم أيضاً حكمة الوسيط الأميركي. وفي الأشهر المقبلة سيحسم اللاعبون ما إذا كان سيبدأ توجه إيجابي في المنطقة، أو ما إذا كنا سنتدهور نحو العنف.