مسؤولون كبار في الليكود: ليبرمان أصبح رئيس الحكومة الفعلي بعد انشقاق باراك واستقالة حزب العمل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

يبدو أن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان كان الرابح الأكبر من إقدام وزير الدفاع ورئيس حزب العمل إيهود باراك أمس (الاثنين) على تفكيك الحزب والانشقاق عنه وإعلان إقامة كتلة مستقلة باسم "استقلال" تضم خمسة أعضاء كنيست من حزب العمل، هم متان فلنائي وشالوم سمحون وأوريت نوكيد وعنات فيلف، فضلاً عن باراك نفسه. وقد أدى ذلك فوراً إلى استقالة ثلاثة وزراء من حزب العمل من الحكومة، وهم: وزير الرفاه الاجتماعي يتسحاق هيرتسوغ؛ وزير شؤون الأقليات أفيشاي برافرمان؛ وزير الصناعة والتجارة والعمل بنيامين بن إليعيزر.

وحتى أمس (الاثنين) كان الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو يضم 74 عضو كنيست، وفي إثر استقالة حزب العمل [الذي بقي له 8 أعضاء كنيست عقب انشقاق باراك ومؤيديه] فإن هذا الائتلاف أصبح يضم 66 عضو كنيست، بمن فيهم 5 أعضاء كنيست من كتلة "استقلال" التي تأسست حديثاً. ومع أن هذا الائتلاف يبدو مستقراً إلا إنه أكثر يمينية. كما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يفكر في أن يضم حزب "الاتحاد الوطني" اليميني المتطرف (4 أعضاء كنيست) إلى هذا الائتلاف، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز سياسته اليمينية المتطرفة. وبناء على ذلك، فإن قوة حزب "إسرائيل بيتنا" (15 عضو كنيست) باتت أكثر أهمية لسلامة هذا الائتلاف، ذلك بأنه في حال انسحابه فإن ذلك سيعني سقوط الحكومة.

وأكد الوزير أفيشاي برافرمان، لدى تقديم استقالته من الحكومة أمس (الاثنين)، أن خطوة باراك "جعلت ليبرمان هو صاحب القول الفصل في الحكومة والائتلاف". وأضاف: "إننا نفهم الآن لماذا لم ينبس باراك ببنت شفة عندما كان ليبرمان يطلق تصريحاته العنصرية الهوجاء. إن باراك ليس مجرد نسخة ثانية عن الليكود وإنما نسخة طبق الأصل عن ليبرمان".

من ناحية أخرى، فإن مسؤولين كباراً في حزب الليكود انتقدوا أمس (الاثنين) ما وصفوه بأنه "تعزيز قوة" رئيس حزب "إسرائيل بيتنا". ووفقاً لادعاء هؤلاء المسؤولين فإن إقدام رئيس الحكومة على منح كتلة "استقلال" الجديدة أربع حقائب وزارية في الحكومة [وهي الحقائب التي كان حزب العمل يشغلها] من شأنه أن يفتح شهية ليبرمان على مزيد من الحقائب الوزارية، فضلاً عن أن هذا الأخير أصبح من الآن فصاعداً يملك مفتاح إسقاط الحكومة، وإقرار موعد الانتخابات العامة المقبلة.

وقال مسؤول كبير في الليكود لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "إن ليبرمان يمكنه أن يسقط الحكومة متى يشاء، وعملياً فإنه رئيس الحكومة الفعلي". وأضاف هذا المسؤول: "إذا كان الثنائي نتنياهو- باراك حتى أمس (الاثنين) هو صاحب القرار الأول في الحكومة، فإن ليبرمان يمكنه أن يطلب الآن أن يصبح شريكاً كاملاً في عملية اتخاذ القرارات السياسية. في الوقت نفسه، لم يعد في إمكان باراك الاستمرار في إشغال منصب وزير الخارجية الفعلي، ذلك لأنه يتزعم كتلة تضم 5 أعضاء فقط لا 13 عضو كنيست كما كانت حال كتلة حزب العمل، ولا شك في أن ليبرمان يدرك ذلك جيداً ويعرف ما هي التداعيات التي يجب أن تترتب عليه".

ومع هذا، فإن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعرب عن قناعته بأن تفكيك حزب العمل وانشقاق باراك ينطويان على بشائر جيدة بالنسبة إلى الحكومة "التي ستصبح أكثر استقراراً من الآن فصاعداً"، على حد قوله في اجتماع كتلة الليكود في الكنيست أمس (الاثنين). وأكد نتنياهو خلال أحاديث مغلقة أن هذه الخطوة "ستبعد شبح الانتخابات، وعلى الجميع أن يتعوّد على أن هذه الحكومة باقية فترة طويلة".

وذكرت صحيفة "معاريف" (18/1/2011) أن مقربين من نتنياهو أكدوا أمس (الاثنين) أنه كان شريكاً كاملاً في خطوة باراك. وأضافوا أن تلك الخطوة كانت ضرورية لكليهما، ذلك بأن "نتنياهو كان راغباً في استقرار حكومته، في حين أن باراك كان راغباً في الحفاظ على بقائه السياسي". وأكد هؤلاء المقربون أن التعاون بين الاثنين كان ضرورياً من أجل ضمان بقاء المناصب الوزارية التي كان حزب العمل يشغلها، وخصوصاً منصب وزير الدفاع، في يد أعضاء الكتلة الجديدة. وقد اتُّفق على أن تبقى وزارة الدفاع في يد باراك، وعلى ألاّ تنتقل إلى مسؤول كبير في الليكود مثل موشيه يعلون. وأشار هؤلاء المقربون أيضاً إلى أن هذه الخطوة تنطوي على رسالة إلى الفلسطينيين فحواها أن يكفوا عن الاعتقاد أن حكومة نتنياهو توشك أن تسقط بسبب مواقف حزب العمل.

وأضافت "معاريف" أنه بعد انشقاق باراك فإن كتلة حزب العمل التي بقي لها 8 أعضاء كنيست لا تبدو موحدة، ذلك بأنها منقسمة إلى فريقين متساويين: الأول، يضم الوزراء الثلاثة الذين استقالوا من الحكومة، وهم هيرتسوغ وبرافرمان وبن إليعيزر، وعضو الكنيست شيلي يحيموفيتش؛ الثاني، يضم أربعة أعضاء كنيست يطلق عليهم اسم "المتمردين" وهم عمير بيرتس وإيتان كابل ودانيئيل بن سيمون وغالب مجادلة. ومن المتوقع أن يقرر هؤلاء الأربعة قريباً ما إذا كانوا سينشقون عن حزب العمل ويقيمون كتلة مستقلة. وكانت "معاريف" كشفت الأسبوع الفائت أن بيرتس وكابل ربما ينضمان إلى حزب كاديما كي يخوضا الانتخابات المقبلة على لائحته.

ووفقاً للصحيفة، فإن الخطوة المقبلة التي تم الاتفاق عليها في حزب العمل هي عقد مؤتمر سريع للحزب في غضون الأيام القليلة المقبلة، وتعيين بن إليعيزر رئيساً موقتاً للحزب لثلاثة أشهر، على أن تجري خلالها انتخابات تمهيدية لرئيس الحزب. ومن المعروف أن كلاً من هيرتسوغ وبرافرمان أعلن أنه سينافس في هذه الانتخابات، وهناك احتمال في أن يتنافس فيها أيضاً كل من شيلي يحيموفيتش وعمير بيرتس. وتشير آخر استطلاعات الرأي العام إلى أن يحيموفيتش وهيرتسوغ هما الأوفر حظاً للفوز في هذه الانتخابات.