· منذ أعوام طويلة لم يعد جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] فعلاً بين أيدينا، وأصبحت السيادة الإسرائيلية عليه مشروطة. لقد كان في استطاعة جيل أو جيلين أو ثلاثة من اليهود زيارة جبل الهيكل لكن شرط ألا يظهروا كيهود وألا يصلوا كيهود، وألا يتحدثوا عن قيامهم بهذه الزيارة. 47 عاماً مرت على اللحظة التي سلّم فيها موشيه دايان مفاتيح جبل الهيكل للوقف الإسلامي، ومنذ تلك اللحظة نحن نعاني من التحريض والعنف، وإقصاء اليهود وإلحاق الضرر بالآثار.
· بالأمس، أغلق جبل الهيكل في وجه اليهود مثلما جرى قبل أسبوعين وقبل أشهر وقبل سنة، بسبب العنف والتهديدات بالعنف من جانب المسلمين. الشيء القليل الذي سمحت به السلطات الإسرائيلية لليهود في جبل الهيكل مثل الزيارات في أوقات محددة وضمن مجموعات صغيرة ومتواضعة، جرت إطاحته أكثر من مرة. وحتى الوضع الراهن في الجبل الذي يريد نتنياهو التمسك به، فهو وضع مائع ومتآكل وليس في مصلحة الجانب اليهودي. وعلى الرغم من التزامنا بهذا الوضع، فإن المسلمين يسيطرون على المزيد من الأراضي ويكسبون المزيد من النفوذ هناك.
· في الفترة الحالية، تزداد مكانة اللاعب الأردني في جبل الهيكل. في الأساس كانت النية حسنة، فقد اعتقدت إسرائيل أنه من أجل إبعاد عناصر متطرفة مثل رائد صلاح [من زعماء الحركة الإسلامية في إسرائيل]، فمن الأفضل ترميم مكانة الأردن هناك. لكن هذا الأمر ذهب بعيداً إلى حد أن الضغط الأردني نجح الأسبوع الماضي في تأجيل نقاش الكنيست حول وضع السيادة اليهودية على جبل الهيكل. كما تخطى النفوذ الأردني جبل الهيكل وتمدد إلى حيطانه والمناطق المحيطة به.
· في مطلع الألفين أعطي الأردنيون صلاحية ترميم الحائطين الجنوبي والشرقي اللذين تزعزعت أساساتهما. بعدها وضع الأردنيون فيتو على الخطط الإسرائيلية لاستبدال الجسر الخشبي الموقت الذي يربط بوابة المغاربة بالحائط الغربي. وتساءل الأردنيون ما الفارق بين حائط وآخر؟ وكانت النتيجة الضرر البصري الهائل منذ سنوات على المكان الأكثر قداسة بالنسبة للشعب اليهودي، فالفيتو الأردني يمنع المعالجة المطلوبة للحائط الغربي الصغير الواقع على بعد 180 متراً شمال ساحة الصلاة المعروفة.
· لقد تعهدت إسرائيل في اتفاق السلام مع الأردن بمنح "الأفضلية القصوى للدور الأردني التاريخي" في جبل الهيكل، خلال إجراء المفاوضات على الوضع الدائم له. وفي الواقع، فإن هذه الأفضلية العليا أعطيت منذ الآن، فقبل سنتين جرى توقيع اتفاق سري بين الأردن ورئيس السلطة الفلسطينية ينظم العلاقات بين الطرفين بشأن كل ما يتعلق بجبل الهيكل. وكان من الممكن رؤية بصمات إسرائيل أيضاً في هذا الاتفاق. فقد طالبت إسرائيل بتعهد أن يظل الأردن هو الطرف العربي الذي يشرف على جبل الهيكل الآن. لكن الأمور ذهبت إلى أبعد من ذلك.
لا يمكن السماح بأن يكون للأردن نفوذ مسبّب للشلل على إسرائيل في كل ما له علاقة بجبل الهيكل، حتى لو أخذنا في الاعتبار شبكة العلاقات الخاصة بين الدولتين. إن عنف المسلمين وأعمال الشغب التي يقومون بها في جبل الهيكل خط أحمر، وإذا لم تتوقف، فيجب إغلاق جبل الهيكل موقتاً حتى في وجه المسلمين. لقد حصل هذا في الماضي ولم تقع السماء على الأرض، ويجب على المسلمين أن يفهموا أن لديهم ما يخسرونه في جبل الهيكل.