اليوم الذي أخطؤوا جميعهم فيه
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      في الأمس ارتكبت الأطراف الثلاثة المشاركة في المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية كل الأخطاء الممكنة، وهي اليوم تستأنف الاتصالات تحت رعاية الوسيط الأميركي مارتن إنديك. لم يتقوّض كل شيء، لكن الخطر المحدق بمستقبل المباحثات السياسية آخذ بالتفاقم. فهذا هو البديل الأقل سوءاً عن وقف المباحثات، لأنه في أعقاب الفراغ تبرز بعد حين الاشتباكات العنيفة، أي "الانتفاضة" باللغة العبرية الحديثة.

·      لقد وجّه [وزير الخارجية الأميركية] جون كيري انتقاداً مشروعاً لـ [وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي] أوري أريئيل الذي اختار في منعطف مصيري في المفاوضات أن ينشر مناقصة لبناء [700 وحدة استيطانية] في القدس. لم يغضب كيري وحده بل أيضاً كل من [رئيسة الوفد الإسرائيلي المفاوض] تسيبي ليفني و[وزير المالية] يائير لبيد، وقد يكون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من رأيهما لكنه آثر التزام الصمت.

·      تكمن المشكلة في تجاهل كيري لحقيقة قاطعة، ألا وهي أن أبو مازن غير مهتم بالمفاوضات مهما كانت الظروف؛ فهو يخرب عجلات عربة المفاوضات كلما انطلقت. هكذا فعل بالتنسيق مع ياسر عرفات حيال إيهود باراك في العام 2000، وحيال إيهود أولمرت في العام 2009، وهكذا يفعل في رفضه الاعتراف بحق الشعب اليهودي في تقرير المصير، وفي دولة ذات سيادة. هو من أشعل الحريق، وكيري علم ورأى وسكت.

·      هذا الانحياز مدعوم بملاحظات فظّة صادرة عن "مسؤول أميركي كبير"- هو على الأغلب مارتين إنديك، الذي أدان موشيه (بوغي) يَعَلون وأوري أريئيل، لكن لم يدن ولا مرة واحدة مساعدي أبو مازن.

·      لكن الخطأ الفلسطيني ليس مجرد خطأ وإنما تخريب مقصود للمفاوضات. فحتى عرفات اعتبر أن إسرائيل هي "دولة يهودية"، ويستطيع أبو مازن فعل ذلك لكنه غير راغب. فهو ذئب (يتهرب من تأسيس دولتين لشعبين) في ثياب حمل (يمتنع عن ممارسة الإرهاب). ولقد عاد الآن إلى مجال خبرته: الابتزاز. وهو يضغط للحصول على الموافقة الإسرائيلية على جزء من سعيه إلى الانضمام إلى المنظمات الدولية، خلافاً للتفاهم الذي حصل في مستهل المفاوضات قبل عام.

·      أما إسرائيل فقد ساهمت في تفاقم الأزمة من جراء عدم الإيفاء بتعهداتها بشأن إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى [الفلسطينيين]، صحيح، من دون إطلاق عرب إسرائيليين لأنها لم تلتزم بذلك، لكن كان ينبغي إطلاق هذه الدفعة. كما أن إعلان المناقصة من قبل أريئيل – وأيضاً مطالبة [وزير الاقتصاد وزعيم حزب "البيت اليهودي"] نفتالي بينيت بضمّ الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل – هما ديماغوجيا تشكل عبئاً على إسرائيل في الولايات المتحدة وأوروبا.

·      علاوة على ذلك، أعلن حزب "البيت اليهودي" وقسم من تكتل الليكود أنهما يعارضان مسبقاً أي اتفاق مع الفلسطينيين، لكنهم تعهّدوا بترك إدارة المفاوضات لنتنياهو لكي تخرج إسرائيل من المياه السياسية الهائجة دون أن تصاب بالبلل. لكن اليمين في الحكومة الإسرائيلية لم يفِ بتعهداته، وعوض أن يحاسبه نتنياهو، فجّر غضبه المفهوم في وجه كيري وشدّد العقوبات ضد الفلسطينيين.

·      لماذا؟ إذا كان الفلسطينيون لا يريدون استئناف المفاوضات، فلن تقدم إسرائيل تنازلات، لكن لماذا ينبغي معاقبة المواطن في رام الله وفي نابلس؟ سوف تكون هناك حاجة لتطبيق مثل هذه التدابير الصارمة عندما يحين، لا سمح الله، أوان استخدام القوة.

·      غير أن جعبة الحكومة الإسرائيلية تحمل المزيد من المفاجآت. فقد أعلن [ زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية الإسرائيلي] أفيغدور ليبرمان أن الأفضلية هي للانتخابات التشريعية المبكرة على تبني خطة كيري. لكن، بعد أن يخرج من المباحثات مع وزير الخارجية الأميركي سيتبين ما إذا عاد إلى اللهجة المعتدلة، الموالية للولايات المتحدة، التي تميّز بها في الأسابيع الأخيرة.