الخيار العسكري في سورية ما يزال مطروحاً والأردن تحول إلى قاعدة عمليات للثوار السوريين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ازدادت في الأيام الأخيرة هجمات النظام السوري على القرى المحيطة بدمشق في الغوطة الشرقية، في ظل تخوف من حدوث هجوم منسّق على دمشق من جهة الأردن عبر الصحراء. كما تتعرض البلدات الواقعة جنوبي درعا إلى قصف عنيف بهدف ردع هجوم من حدود الأردن.

·      واستناداً إلى وسائل الاعلام السورية ومواقع المعارضة، يتحول الأردن- إذا لم يكن قد تحول فعلاً- إلى قاعدة جديدة لعمليات قوات المعارضة بدلاً من تركيا. ويتدرب شهرياً ما بين 200 إلى 250 مقاتلاً في قاعدة تدريب تابعة للقوات الأردنية الخاصة بالقرب من مدينة السلط، وتقوم الولايات المتحدة بإعداد مدارج لطائرات الاستطلاع الحربية بالقرب من الحدود بين الأردن وسورية. وفي الأسابيع الأخيرة نقلت السعودية بالطائرات سلاحاً وذخيرة اشتريا من أوكرانيا إلى قواعد في الأردن، وأرسلت دول الخليج شحنات كثيرة من الغذاء والخيم من أجل إسكان اللاجئين الجدد.

·      يجري هذا كله في إطار الإعداد لهجوم عسكري كبير تقول التقارير إنه سيشن من الأردن عبر الصحراء، ويسعى إلى الوصول إلى دمشق.

·      وأقيمت في الأردن قيادة عسكرية لتنسيق العمليات في سورية، وتنسق الولايات المتحدة والسعودية والأردن فيما بينها لإدارة العمليات. واستناداً إلى صحيفة "واشنطن بوست"، أعدت الولايات المتحدة والسعودية قائمة بالميليشيات التي تستطيع الحصول على السلاح المتطور. ويبدو أنه قبيل الزيارة التي يعتزم أوباما القيام بها إلى السعودية في آذار/مارس، وعلى خلفية الانتقادات الحادة التي وجهتها السعودية إلى الإدارة الأميركية، يرغب أوباما في اظهار الحزم العسكري ضد سورية شرط ألا تكون القوات الأميركية متورطة في القتال على الأرض.

·      واستناداً إلى هذه التقارير، فإن إسرائيل ساهمت أيضاً بصورة فاعلة في إحدى الهجمات التي قام بها الثوار قبل أربعة أشهر، إذ قامت حينها قاعدة الاتصال والاستخبارات في جبل الشيخ بالتشويش على شبكة الاتصالات التابعة للجيش السوري وعلى خطوط الاتصال بين القوات المقاتلة وقياداتها.

·      وذكرت مصادر في الجيش السوري الحر أن الهدف اليوم هو انشاء "منطقة أمنية" داخل الأراضي السورية بالقرب من الحدود مع الأردن كمنطلق لعمليات الثوار. وسوف تتسلح القوات بسلاح متطور وبشبكة اتصالات وصلت بالفعل إلى المنطقة، وسيجري استخدامها بإشراف وتنسيق من جانب الأميركيين والأردنيين وبتمويل سعودي.

·      وتربط هذه المصادر بين إقالة سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر، بقصد نحو إقامة هيئة أركان جديدة بقيادة عبدالإله البشير المقرب من العاهل الأردني الملك عبدالله. وسيكون على رئيس الأركان الجديد توحيد مختلف الميليشيات التي تعمل في منطقة درعا، وكذلك توحيد القوات التي تقاتل بصورة مستقلة في شمال سورية وغربها. ويبدو أن إقالة إدريس جاءت بسبب محاولاته التقرب من قطر، الأمر الذي أغضب السعوديين الذين يمولون الجيش السوري الحر.

·      وتشير هذه التحضيرات إلى أن الخيار العسكري لم يمت بعد، وأن فشل مؤتمر جنيف وإدراك أن الحل الدبلوماسي ما يزال بعيداً، كانا سبباً في إحياء هذا الخيار من جديد. ويبدو أن روسيا أيضاً قلقة من المبادرة إلى إحياء الخيار العسكري، لذا لم تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتحدة تقديم مساعدات إنسانية كي "تبرهن" نجاح [الجهود] الدبلوماسية.

على الرغم من ذلك، فإن ممثلي الجيش السوري الحر يعتقدون أنه في حال جرى تنفيذ الهجوم العسكري الذي يجري التخطيط له، فإنه سيشكل "الفرصة الأخيرة" للخطوات العسكرية. وإذا فشل، فإن الجيش السوري الحر الذي لم ينجح في الفترة الأخيرة في تسجيل أي إنجاز مهم على الأرض، سيخسر مكانته وتأييد الخارج له.