· أفادت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الروسية موسكو أن عشرات الضباط والخبراء من الجيش الروسي وصلوا في الأسابيع القليلة الفائتة إلى سورية وانخرطوا في القتال الذي يخوضه جيش الرئيس بشار الأسد ضد المتمردين. ويأتي هذا الإجراء الدرامي بعد عام واحد من قيام روسيا بإجلاء خبرائها وعائلاتهم من سورية من جراء تصاعد حدّة القتال.
· ووفقاً للمعلومات المتوفرة في هذا الشأن، فإن عدداً من الضباط الروس من ذوي المستويات الرفيعة يقدمون المشورة لرئيس هيئة الأركان العامة وكبار ضباط هيئة الأركان. ويعمل ضباط آخرون مستشارين لقادة الوحدات الميدانية السورية.
كما قامت روسيا بزيادة حجم المساعدة التي تقدمها إلى الجيش السوري ولا سيما في المجالين اللوجستي والاستخباراتي. وفي هذا المجال الأخير وضعت روسيا تحت تصرف سورية قدرات تمتلكها دولة عظمى، الأمر الذي يساعد الجيش السوري كثيراً في تحديد مواقع وحدات المتمردين تمهيداً لضربهم. في الوقت عينه، فإن شحن الأسلحة الروسية إلى سورية ما زال مستمراً ويتم عن طريق ميناء طرطوس.
· وجرت عودة الخبراء والضباط الروس إلى سورية بأوامر مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحاول أن يجعل وضع الجيش السوري مستقراً كي يحول بأي ثمن دون انهيار النظام الذي كان في الأيام العادية يخدم مصالح موسكو الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
· وقالت المصادر الدبلوماسية الغربية في موسكو إن بوتين متخوّف من إمكان تحوّل بلد الأسد إلى أفغانستان وسقوط النظام في دمشق في أيدي عناصر الجهاد العالمي. ويطمح الرئيس الروسي إلى أن يحافظ الآن على نظام الأسد وأن يعزّز قوته في مواجهة المفاوضات التي تجري في جنيف حول مستقبل سورية. وأكدت هذه المصادر الدبلوماسية الغربية نفسها أن ما تقوم به روسيا يشكل تحدياً للإدارة الأميركية أيضاً.
· كما أن ما تقوم به روسيا ينطوي على رسالة فحواها أنه في مقابل تخلي واشنطن عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك وقيامها الآن بإدارة ظهرها لقائد الجيش المصري المشير عبد الفتاح السيسي الذي أعلن ترشحه للرئاسة، فإن موسكو تظهر إخلاصها ووفاءها لوكيلها في الشرق الأوسط.
· لكن على الرغم من الإنجازات التكتيكية التي يحققها الجيش السوري في بعض المعارك المحلية، فإن الأسد لم يعد مسيطراً على 75 في المئة من أراضي سورية، والجيش السوري بات في حضيض غير مسبوق. وتشير آخر المعلومات المتوفرة إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية تقلص جيش النظام إلى نحو النصف وأصبح عدده الآن نحو 200,000 ولا يزيد عدد المجندين في صفوفه عن 10% ممن يمكن تجنيدهم. وتجاوز عدد القتلى في صفوفه 30,000 ألف قتيل في حين وصل عدد الجرحى إلى نحو 90,000 جريح.