من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· مع مرور الوقت، ومع استمرار المفاوضات الائتلافية، تتضح الصورة أكثر فأكثر، ويتبين لنا أن المعركة الانتخابية التي جرت في سنة 2013 كانت معركة وهمية. ففي الوقت الذي يقترب الحسم في الموضوع الإيراني، فإن الناخبين والمرشحين لم يهتموا بموضوع إيران، وفي الوقت الذي تكاد المستوطنات تحوّل إسرائيل إلى دولة غير شرعية، لم يهتم الناخبون ولا المرشحون بموضوع الاستيطان، وفي اللحظة التي تسبق تفكك الدولة في سورية والانهيار الاقتصادي في مصر، فإن الناخبين والمرشحين على حد سواء لم يهتموا بما يحدث في سورية أو في مصر. وفي مواجهة الشرق الأوسط المضطرب الذي تحوّل إلى شرق أوسط مجنون، فإن المعركة الانتخابية لم تهتم قط بالشرق الأوسط، وكانت فترة المئة يوم التي استغرقتها هذه المعركة فترة هرب من الواقع.
· يمكننا أن نفهم سبب الهرب من الحقيقة التي تحملها معها سنة 2013، إذ تبدو إيران موضوعاً معقداً لا يرغب أحد في مواجهته. ولهذا السبب شاع في الأشهر الأخيرة الوهم بأن الولايات المتحدة ستنقذنا من هذه المسألة الصعبة التي لا يعرف أحد كيفية مواجهتها. ونظراً إلى أن المستوطنات موضوع صعب ولا أحد يعرف كيف يعالجه، وأن الشرق الأوسط الجديد موضوع معقد، برز وهم فحواه أن المستوطنات ليست مهمة، وأن الشرق الأوسط الجديد ليس خطراً.
· ومن خلال الانتشار الواسع لهذه الأوهام الثلاثة نجحت المؤسسة السياسية في الانقطاع عن الواقع الذي يحيط بها، وأوجدت عالماً افتراضياً أهم ما فيه المساواة في تحمّل العبء [عبء الخدمة العسكرية الإلزامية]، ولا علاقة له بالواقع الحقيقي.
· بيد أن المشكلة التي تبرز اليوم هي في كيفية معالجة الثغرة التي تفصل بين الخطاب السياسي المنقطع عن الواقع الذي ساد خلال فترة المعركة الانتخابية وبين الواقع الفعلي، وبالتالي تأليف حكومة ملائمة تضم الليكود ويش عتيد وشاس وهتنوعا وكاديما. إذ إن حكومة وسطية من هذا النوع تتمتع وحدها، بالاتزان في الرأي المطلوب، وتملك الشرعية المطلوبة لمواجهة إيران. ووحدها حكومة معتدلة من هذا النوع قادرة على إنقاذ الدولة اليهودية الديمقراطية من خلال تجميد البناء في المستوطنات المعزولة، ووحدها حكومة موسعة ومتزنة قادرة على تغيير إسرائيل وإعدادها لمواجهة العاصفة التي تجتاح الشرق الأوسط.
· ويمكن القول إن الوعود المنقطعة عن الواقع التي أُعطيت خلال المعركة الانتخابية هي التي جعلت من الصعب تأليف حكومة ملائمة وواقعية. وهذه المعركة التي قامت على الوهم أوجدت واقعاً سياسياً وهمياً وخطراً.