إسرائيل تقرّ بأنها احتجزت مواطناً أسترالياً بهوية مزورة في أحد سجونها وأنه مات منتحراً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلن المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين أمس (الأربعاء)، ولأول مرة، أن مواطناً أسترالياً يحمل الجنسية الإسرائيلية أيضاً كان محتجزاً في إحدى الزنزانات في سجن أيالون [في وسط إسرائيل]، وأنه مات منتحراً، وكان يحمل هوية مزورة،. لكن المستشار رفض الكشف عن هويته، وعن الأسباب التي أدت إلى اعتقاله، وعن ظروف انتحاره.

وأضاف أن عائلة هذا المواطن أحيطت علماً باعتقاله، وأن دولة إسرائيل أوكلت ثلاثة محامين بالدفاع عنه، وأن عملية اعتقاله واحتجازه في تلك الزنزانة خضعت لجميع الإجراءات القانونية والقضائية المتعارف عليها.

وأشار المستشار القانوني إلى أنه بعد وفاة هذا السجين في زنزانته [في 15 كانون الأول / ديسمبر 2010] بادر إلى تعيين قاضية تشغل منصب رئيس محكمة الصلح في ريشون لتسيون لتقصّي وقائع وفاته، وأن هذه القاضية رفعت، قبل شهر ونصف شهر، تقريراً يتعلق بنتائج عملها إلى المستشار القانوني للحكومة، أكدت فيه أن الوفاة نجمت عن عملية انتحار أقدم عليها السجين.

هذا، ورفضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية إلغاء أمر الحظر الذي فرضته على نشر أي معلومات تتعلق بهذا السجين، وهويته الحقيقية، والأسباب التي أدت إلى اعتقاله واحتجازه بهوية مزورة، وكيفية انتحاره.

غير أن قناة التلفزة الأسترالية ABC كشفت النقاب، في تحقيق صحافي مطوّل قامت ببثه أمس (الأربعاء)، عن أن هذا السجين الذي أُطلق عليه اسم "السجين إكس"، يُدعى بن زيغير، وهو يهودي أسترالي هاجر إلى إسرائيل سنة 2001، وبدّل اسمه إلى بن ألون، ودرس المحاماة، وتزوج من شابة إسرائيلية وأنجب منها ولدين، وكان يعمل سراً في جهاز الموساد الإسرائيلي، وظل يستعمل جواز سفره الأسترالي.

وأشارت هذه القناة إلى أن اثنين من أفراد خلية الموساد التي قامت في كانون الثاني/ يناير 2010 باغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي كانا يحملان جوازَي سفر أستراليين، لكن لم يتم التأكد حتى الآن ممّا إذا كان زيغير واحداً منهما.

من ناحية أُخرى قال أحد الصحافيين الأستراليين الذي أجرى تحقيقاً صحافياً بشأن هذه المسألة، في مقابلة أدلى بها إلى صحيفة "غارديان" البريطانية أمس (الأربعاء)، إن جهاز الموساد الإسرائيلي يعمل طوال الوقت لتجنيد يهود أستراليين إلى صفوفه،

ويستخدمهم لإنشاء شركات وهمية في أوروبا تقيم علاقات مع دول في الشرق الأوسط. وأضاف أن الموساد أقام شركة وهمية كان زيغير وشخصان آخران يعملون فيها، وقامت ببيع أجهزة إلكترونية إلى إيران ودول أُخرى.

 

وتوقّع وورن ريد، أحد كبار المسؤولين السابقين في جهاز الاستخبارات الأسترالي، في مقابلة أدلى بها إلى التحقيق الصحافي الذي بثته قناة التلفزة الأسترالية ABC، أن يكون اعتقال زيغير من طرف إسرائيل قد تم إمّا على خلفية خيانته لجهاز الموساد، وإمّا على خلفية تسريبه معلومات حساسة يمكن أن تشكل خطراً على إسرائيل إلى جهات خارجية.