· يتخوّف الكثير من المسؤولين في إسرائيل من أن يحدث مع إيران ما حدث مع كوريا الشمالية، التي أقدمت أمس (الثلاثاء) على إجراء تجربة قيل إنها على رأس حربي نووي يمكن تركيبه على الصواريخ طويلة المدى الموجودة في حيازتها.
· ومعروف أن المحادثات التي جرت بين الدول العظمى وكوريا الشمالية فشلت في ثني هذه الأخيرة عن المضي قدماً في تطوير برنامجها النووي العسكري. وقد أبدت الولايات المتحدة على مدار الأعوام العشرين الفائتة قدراً كبيراً من التردّد في شن هجوم عسكري على كوريا الشمالية لكبح برنامجها النووي، ويبدو أن هذا الأمر أتاح لها إمكان أن تخطو الآن آخر خطوة نحو امتلاك أسلحة نووية.
· ويمكن القول إن هذا التطور، الذي يأتي على أعتاب الزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بها لإسرائيل [في 20 آذار/ مارس المقبل]، سيجعل مهمته الرامية إلى إقناع المسؤولين في إسرائيل بضرورة دعم جهوده لكبح البرنامج النووي الإيراني بالوسائل الدبلوماسية مهمة صعبة. فضلاً عن ذلك، ثمة خشية لدى عدد كبير من الخبراء في الدول الغربية من أن تكون التجارب النووية التي تقوم بها كوريا الشمالية موجهة لمنفعة زبون محدّد هو إيران، التي تنتظر أن ترى نتائج ميدانية عينية تتعلق بتطوير الأسلحة النووية.
· ولم يعد خافياً على أحد أن كوريا الشمالية تقوم منذ عدة أعوام بتصدير معلومات نووية إلى دول متوسطة وصغيرة في شتى أنحاء العالم، ومنها سورية وإيران. وبناء على ذلك، إذا ما تبين في وقت لاحق أن الكوريين الشماليين استعملوا خلال تجربة يوم أمس يورانيوم مخصباً، فإن من شأن ذلك أن يدين الإيرانيين الذين يتطلعون إلى إنتاج قنبلة نووية من اليورانيوم المخصب. وحتى لو لم تكن هناك أي صفقة مبرمة بين كوريا الشمالية وإيران في هذا الشأن، فإن التجارب الأخيرة تنطوي على رسالة فحواها أن بيونغ يانغ يمكن أن تقصر طريق طهران نحو امتلاك أسلحة نووية.