· أعتقد أن الأخطار الوجودية الحقيقية التي تواجهها إسرائيل في الوقت الحالي هي أربعة أخطار، وذلك على النحو التالي: أولاً، خطر القنبلة النووية الإيرانية، وبرأيي فإن الذين يدّعون أن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالعيش في ظل خطر كهذا هم على حق. كما أن الذين يعتقدون أن شن هجوم عسكري على إيران [لكبح برنامجها النووي] يجب أن يكون آخر خيار هم على حق بالنسبة إلى إسرائيل، والذين يقولون إن علينا أن نثير أجواء عامة توحي بأننا على وشك شن هجوم عسكري كي نجرّ الأميركيين لشن هجوم كهذا، هم أيضاً على حق.
· الخطر الثاني هو خطر تراجع العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ذلك بأنه لا يمكننا أن نعيش من دون هذه العلاقات، فضلاً عن أن مكانتنا في العالم مستمدة من جوهر تلك العلاقات.
· الخطر الثالث هو خطر تلاشي صلة اليهود في الشتات، وخصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا، بدولة إسرائيل، ذلك بأن هذه الأخيرة باتت في الأعوام القليلة الفائتة بحاجة إلى دعم هؤلاء اليهود أكثر من أي وقت مضى.
· أما الخطر الرابع فهو تصدّع المجتمع الإسرائيلي جراء سيطرة مشاعر الإعياء على مزيد من الفئات فيه والتي تتسبب بتراجع حماستها للدولة وحرصها عليها واستعدادها لخدمتها، وكذلك جراء اتساع حجم الفجوات الاقتصادية - الاجتماعية.
ولا شك في أنه يتعيّن على أي شخص يرغب في أن يتولى منصب رئيس الحكومة في إسرائيل أن يحدد بادئ ذي بدء موقفه إزاء هذه الأخطار المصيرية الأربعة.