رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" يادلين: الحرب في سورية تنطوي على فرصة كبيرة لتحسين أوضاع إسرائيل الاستراتيجية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، اللواء احتياط عاموس يادلين، إن سنة 2013 الحالية تنطوي على فرصة كبيرة لتحسين أوضاع إسرائيل من الناحية الاستراتيجية، وهذه الفرصة كامنة في الحرب الدائرة في سورية.

وجاءت أقوال يادلين هذه في مؤتمر صحافي خاص عُقد أمس (الاثنين) في مقر "معهد أبحاث الأمن القومي"، وجرى خلاله عرض أبرز استنتاجات كتاب "التقديرات الاستراتيجية لإسرائيل لسنة 2013" الصادر عن المعهد، وقد أكد فيها أيضاً أن الحرب في سورية تسببت بإسقاط أكبر خطر غير تقليدي كان يهدد إسرائيل من على جدول أعمالها، وذلك في ضوء فقدان الجيش السوري القدرات القتالية الأصلية التي كان يتمتع بها.

وشدّد يادلين على أن هذا التطور يُعتبر إيجابياً من الناحية العسكرية، وكذلك من الناحية السياسية، كونه يؤدي إلى تفكك "محور الشر" الذي يضم كلاً من سورية وإيران وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وأضاف أنه من المتوقع أن تكون سورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، منهمكة في ترميم نفسها، ولذا فإن قدراتها العسكرية لن تكون موجهة إلى الخارج.

وتطرّق يادلين الذي شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] قبل تسلّمه رئاسة "معهد أبحاث الأمن القومي"، إلى الموضوع الإيراني فقال إن طهران استكملت في الأعوام الأخيرة جميع العناصر التي تتيح لها إمكان إنتاج أول قنبلة نووية، واستخدم مصطلح "قدرة اختراق"، وفسّره بأنه المدة الزمنية التي ستفصل بين اتّخاذ النظام الإيراني قرار صنع القنبلة وبين إنتاجها فعلاً. وقال: "إن قدرة الاختراق هذه تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أشهر."

وتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في محاولة إيجاد حل للموضوع الإيراني بالوسائل الدبلوماسية بما يؤدي إلى عرقلة إنتاج القنبلة النووية، وشدّد على أن على إسرائيل ألاّ تعارض أي حل دبلوماسي يفضي إلى كبح البرنامج النووي الإيراني.

وأشار يادلين إلى أن الأزمة المالية التي تعصف بالسلطة الفلسطينية في الآونة الأخيرة تشكل تحدياً كبيراً أمام إسرائيل، ودعا إلى إيجاد حل لها. واستبعد احتمال سيطرة حركة "حماس" عسكرياً على الضفة الغربية، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد إمكان سيطرة هذه الحركة على السلطة الفلسطينية في حال إجراء انتخابات لها. كما دعا إلى استئناف عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأكد أنه يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ زمام المبادرة في هذا الشأن، وأن تطرح اقتراحاً يؤدي إلى استئناف المفاوضات. وأضاف أنه في حال فشل المفاوضات، فإن على إسرائيل أن ترسم حدودها النهائية بصورة أحادية الجانب.