خطوات وزير الدفاع رداً على قرار الاتحاد الأوروبي مقاطعة المستوطنات مضرة بإسرائيل والفلسطينيين
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- إن الرد الإسرائيلي على التعليمات الجديدة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن عدم التعاون الاقتصادي والعلمي مع المؤسسات الإسرائيلية التي لها علاقة بالمستوطنات، رد صبياني وقح من شأنه في نهاية المطاف أن يلحق ضرراً بإسرائيل.
- فقد أصدر موشيه يعالون تعليمات تقضي بفرض سلسلة من القيود على نشاط وتنقل العاملين في منظمات الإغاثة وعلى الدبلوماسيين الأوروبيين في الضفة الغربية وغزة.
- وذكر مصدر دبلوماسي أن عدداً من العاملين في منظمات الاغاثة مُنعوا من دخول غزة بعد صدور تعليمات يعالون.
- إن رد وزير الدفاع على موقف الاتحاد الأوروبي لن يلحق ضرراً بأوروبا، بل بالفلسطينيين وإسرائيل، إذ لا يمكن فرض قيود على تنقل الدبلوماسيين الأوروبيين، وكذلك لا يمكن منع نشاط منظمات الإغاثة الأوروبية. ومن الأكيد أن توتير العلاقات مع أوروبا لا يخدم المصلحة الإسرائيلية.
- كان من المتعيّن على إسرائيل بوصفها دولة احتلال، الحرص على تأمين حياة السكان الذين يعيشون في المناطق التي تحتلها. لكنها لم تفعل شيئاً لتحقيق ذلك، فقامت منظمات الإغاثة بملء الفراغ الناشئ عن تلكؤ إسرائيل وساهمت بهذه الطريقة في تغطية عجزها. وهناك من يعتقد أن هذه المنظمات هي التي سمحت بصورة غير مباشرة باستمرار الاحتلال الإسرائيلي إلى ما لا نهاية.
وها هي دولة إسرائيل اليوم تقوم بالتضييق على عمل هذه المنظمات من خلال وضع العراقيل أمامها. وما يمكن قوله إن هذا سيلحق الضرر قبل كل شيء بالفلسطينيين في المناطق ولا علاقة لهم بالقرار الأوروبي، كما سيحلق الضرر بإسرائيل التي من المفترض أنها المسؤولة عن حياة سكان الضفة والقطاع. - كان من المفترض أن تدفع تعليمات الاتحاد الأوروبي إسرائيل إلى تغيير سلوكها وحملها على أن تدرك ولو متأخرة أن الاحتلال لم يعد مقبولاً من حكومات أوروبا والعالم. وحمل الموقف الأوروبي رسالة واضحة مفادها ان استمرار الاحتلال يؤدي إلى فرض عقوبات أكثر قساوة. وساهم القرار الأوروبي عملياً في إضفاء شيء من المرونة على المواقف الإسرائيلية بشأن معاودة المفاوضات مع الفلسطينيين.
- كان يتعين على إسرائيل اعتبار العقوبات الأوروبية دعوة إلى اليقظة قبل فوات الأوان. لكن بدلاً من استيعاب الدرس واستخلاص النتائج الصحيحة للخطوة الأوروبية، ها هي إسرائيل اليوم ترغب في معاقبة أوروبا. لكن هناك شك كبير بأن يردع الرد الإسرائيلي الاتحاد الأوروبي، بل على العكس، فإنه قد يدفع الأوروبيين إلى فرض عقوبات أقسى.
- في هذه المرحلة المترددة والهشة من محاولة فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الفلسطينيين، ينبغي على الحكومة الإسرائيلية الإسراع في إلغاء خطوات وزير الدفاع المسيئة لإسرائيل.