هل تحذيرات إسرائيل من مغبة انتقال السلاح الكيميائي من سورية كافية؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       بعد دفق من التصريحات والتحركات الإسرائيلية الأحد الماضي، ما لبث أن عاد الهدوء النسبي إلى الجبهة الشمالية، الأمر الذي يؤشر إلى انخفاض مستوى التوتر، وذلك على الرغم من استمرار القلق الكبير إزاء احتمال أن يؤدي التدهور في وضع نظام الأسد في سورية إلى تهريب الأسلحة الكيماوية من دمشق إلى حزب الله. وتعتبر إسرائيل أنها قامت بواجبها عندما نقلت تحذيرات واضحة إلى الطرفين [السوري واللبناني]، وإلى المجتمع الدولي، أوضحت فيها موقفها من موضوع انتقال السلاح الكيماوي. ويبقى على إسرائيل أن تنتظر كي تعرف ما إذا كانت تحذيراتها كافية.

·       وقد لاقت تحذيرات القدس من مغبة انتقال السلاح الكيماوي من سورية آذاناً صاغية في الخارج، وحظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام والصحف الأجنبية. وعلى الرغم من ذلك، فإن علينا أن ندرك أن وضع خطوط حمر على تهريب هذا السلاح له انعكاسات أُخرى إلى جانب التهديد الذي تشكله هذه الخطوط بالنسبة إلى الأسد وحزب الله. فإذا لم تنفّذ إسرائيل تهديداتها في حال حدوث التهريب، مثلما جرى في عدد من المناسبات خلال الأعوام الماضية، فإن هذا سيُعتبر علامة ضعف من جانبها. وإذا قررت الهجوم، في أسوأ الاحتمالات، فهي ستخاطر بدخول مواجهة عسكرية مع سورية وحزب الله. أمّا التهديد الإيراني بتقديم المساعدة إلى دمشق في حال تعرضت للهجوم، فيبدو غير مقنع، إذ ثمة شك حالياً في أن إيران ترغب في الدخول في اشتباك مع إسرائيل في الوقت الذي تبحث في مستقبل مشروعها النووي مع الدول العظمى.

·       إن ما يجري في سورية هو موضع اهتمام روسيا أيضاً. ففي الأسبوع الماضي شهد البحر المتوسط مناورات واسعة للأسطول الروسي من المنتظر أن تنتهي الثلاثاء، وقد شاركت فيها 23 قطعة بحرية، وأشرف عليها مباشرة وبصورة استثنائية رئيس أركان الجيش الروسي. ويبدو أن هذه المناورات حملت رسائل علنية من موسكو غايتها ردع أي عملية تدخّل خارجي فيما يحدث في سورية.

·       في هذا الأسبوع شهد الوضع في سورية مزيداً من التعقيد، بينما الوضع في الشرق الأوسط يزداد اضطراباً. ففي مصر يواجه حكم الإخوان المسلمين اختباراً هو الأصعب منذ فوز محمد مرسي في انتخابات رئاسة الجمهورية قبل نصف عام، كما يواجه موجة من التظاهرات العنيفة. أمّا في العراق فتبرز انتفاضة دموية على خلفية تجدد الصراع المذهبي هناك. وقد شهد الأردن في الأيام الأخيرة تظاهرات صاخبة بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية.

·       جميع هذه الأحداث يدل على أن موجة الاضطرابات الهائلة التي يشهدها العالم العربي ما زالت مستمرة من دون أن يكون لها أي علاقة بنتائج الانتخابات الإسرائيلية. لكن على ما يبدو، فإن بنيامين نتنياهو في أثناء محاولته تلمّس طريقه نحو تشكيل ائتلاف حكومي جديد يعمل على طرح جدول أعمال مدني، يريد أيضاً عدم تجميد التحديات السياسية والأمنية.