مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية: نتنياهو يؤجج التخوفات من خطر الأسلحة الكيماوية السورية كي يسرّع تأليف حكومة موسعة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة "معاريف" أمس (الاثنين)، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أقدم في الأيام القليلة الفائتة على تأجيج المخاوف المتعلقة بمصير الأسلحة الكيماوية السورية من دون أي سبب وجيه يستلزم ذلك، ومن دون أن يكون قد حدث أي تجاوز لأي من الخطوط الحمر التي وضعتها إسرائيل في هذا الشأن.

وقال أحد هذه المصادر إن الوضع الذي كان قائماً منذ عدة أسابيع بين النظام في سورية وبين المتمردين لا يزال على حاله، وشدّد على أن إسرائيل مستمرة في متابعة هذا الوضع عن كثب أولاً بأول، وأنه لم يحدث أي تدهور متعلق بموضوع الحراسة المفروضة على مستودعات الأسلحة الكيماوية والاستراتيجية.

وأشار هذا المصدر نفسه إلى أن ما تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشره في هذا الصدد، إنما يخدم الأهداف الخفية لرئيس الحكومة نتنياهو، وفي مقدمها مسعاه الرامي إلى تأليف حكومة موسعة برئاسته على وجه السرعة.

كما أكد دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى مطّلع على ما يجري في سورية أنه لم يحدث أي تغير دراماتيكي له علاقة بالأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازة نظام الأسد، وأشار إلى أن الحرب الأهلية الدائرة في سورية يمكن أن تستمر فترة طويلة.

على صعيد آخر، عقد نتنياهو أمس (الاثنين)، في ديوان رئيس الحكومة في القدس، اجتماعاً بوفد من أعضاء مجلس النواب الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي برئاسة النائب روب ويتمان، وقال في مستهله إن هناك تعاوناً وثيقاً بين إسرائيل والولايات المتحدة في شتى المجالات، بما في ذلك متابعة آخر تطورات الأوضاع في سورية، وأكد أن هذا التعاون مهم للاستقرار في المنطقة ولأمن إسرائيل.

وكانت تقارير كثيرة نُشرت في الأيام القليلة الفائتة قد أشارت إلى أنه على خلفية المخاوف من الأسلحة الكيماوية السورية، فإن إسرائيل والولايات المتحدة رفعتا مستوى التنسيق الأمني بينهما، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحؤول دون انتقال هذه الأسلحة، أو أي أسلحة استراتيجية، من سورية إلى يد حزب الله في لبنان أو إلى يد عناصر "إرهابية" أُخرى، الأمر الذي من شأنه أن يغيّر ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط برمتها.

كما أشارت تلك التقارير إلى قيام إسرائيل بنصب منظومات "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ في المنطقة الشمالية ومنطقة حيفا، وإلى أن هذه الخطوة تشكل دليلاً على توتر أمني آخذ في التصاعد لدى المؤسستين السياسية والأمنية جرّاء تصاعد المخاوف من احتمال فقدان نظام الرئيس السوري بشار الأسد زمام السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيماوية الموجودة في حيازته.