مقابلة مع منسق الأنشطة في المناطق اللواء ايتان دانغوت: لا انتفاضة ثالثة في الأفق
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

[ أجرت الصحيفة مقابلة مع اللواء ايتان دانغوت منسق الأنشطة عن الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة بمناسبة نهاية خدمته العسكرية بعد مرور 35 سنة. نقتطف في ما يلي بعض ما جاء فيها]

س: هل تنشب برأيك انتفاضة ثالثة إذا فشلت المفاوضات؟

-       لا أستطيع التنبؤ، لكننا أمام مرحلة مختلفة، ولم يعد مصطلح الانتفاضة يلائم روح المرحلة. إننا أمام وضع يبدو فيه الشارع الفلسطيني قد تغير، وأصبح للمواطن الفلسطيني ما يخسره.

س: لكن على الرغم من كل ذلك، فقد شهدنا في المرحلة الأخيرة ارتفاعاً في العمليات الارهابية في أنحاء الضفة الغربية.

-        مما لا شك فيه أننا امام مرحلة حساسة. فحتى ما قبل ثلاثة أشهر كان الجمهور الفلسطيني لامبالياً بالعملية التفاوضية. لكن تعمق الحوار والتفاوض، وقدوم الموفدين الأميركيين طرح الموضوع بصورة ملموسة أكثر على جدول الاعمال. في الماضي شاهدنا كيف كانت العناصر المتطرفة تستغل الموضوع من أجل التحريض والتشويش على الحياة اليومية. صحيح أننا نشهد زيادة في العمليات الارهابية الفردية، لكنني اعتقد أن أغلبية السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة يواصلون حياتهم العادية، ويجب أن نسمح لهم بذلك، ونبذل المزيد من أجل معالجة التحريض بصورة جذرية وجوهرية. إن التحريض هو العقبة التي تحول دون التطور وتمنع فتح أبواب جديدة والاعتراف بأهمية التعايش.

-       س: هل تعتقد أن معالجة الدولة لموضوع المتطرفين [اليهود] تكفي؟

-       من واجب الدولة معالجة موضوع انصار "جباية الثمن" الذين يشكلون أقلية متطرفة خارجة عن القانون، ومسيئة بالدرجة الأولى إلى سكان المستوطنات الذين هم في رأيي يحترمون القانون والدولة، إن هذه الأقلية تؤذيهم وتشكل خطراً أمنياً. ويتعين على جميع السلطات المسؤولة عن تطبيق القانون معالجة هذه الظاهرة. ويجب أن يكون ذلك عبر احالة هؤلاء إلى القضاء ومعاقبتهم هم وزعاماتهم من أجل ردعهم. من المرفوض أن يعتدي هؤلاء الخارجون عن القانون على الفلسطينيين الذين لا علاقة لهم بأي مسألة أمنية.

-       س: أليس من المضحك القول أنكم  لا تتحدثون مع "حماس"؟

-       نحن لا نتحدث مع "حماس" مباشرة بل عبر أطراف من السلطة الفلسطينية موجودين في القطاع أو في رام الله. نحن لا نخدع أنفسنا بأننا لا نجري حواراً مع "حماس"، لكنه حوار غير مباشر. لم يتردد مسؤولو الحركة في استغلال سياستنا الانسانية تجاه غزة. وقد سمحنا لأقرباء من عائلات "حماس" بالمجيء إلى إسرائيل من اجل المعالجة الطبية. على سبيل المثال حفيدة [إسماعيل] هنية التي توفيت. في المسائل الانسانية لا نفرق بين أتباع "حماس" والآخرين.

[في نهاية المقابلة، أعرب دانغوت الذي كان من بين الذين وضعوا صيغة التفاهمات التي جرى التوصل إليها مع "حماس" بعد عملية "عمود سحاب"، عن رأيه بأنه على الرغم من التصعيد في الفترة الأخيرة فليس من مصلحة الحركة اشعال القطاع من جديد، وأن عليها أن تفكر جدياً بما قد تخسره، فهي تستطيع أن تساهم في تحسين اقتصاد غزة وتستطيع، في المقابل، أن تتسبب بفرض قيود قاسية على السكان نتيجة الاعمال الارهابية].