على إسرائيل الإقدام على خطوة سياسية مفاجئة مع الفلسطينيين كي تحسّن مكانتها في العالم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      لا شك في أن الاتفاق الموقت بين إيران والدول الست العظمى الذي دخل حيّز التنفيذ في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي مثير للقلق. فبموجب هذا الاتفاق، يستطيع الإيرانيون الاستمرار في تطوير برنامج نووي مقلص في غضون نصف العام حتى تموز/ يوليو 2014. وفي مقابل ذلك يقوم الغرب بالتدريج بإسقاط عدد من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وخلال هذه الفترة تستمر الاتصالات بين الجانبين بغية التوصل إلى اتفاق نهائي يؤدي إلى رفع تلك العقوبات كلياً.

·      ومعروف أن هذا الاتفاق الموقت أبقى لدى إيران قدرات على تخصيب اليورانيوم وإن كان طلب إليها أن تقللها. وثمة احتمال بأن يتقلص البرنامج النووي الإيراني، لكن إيران بإمكانها أن تخدع المراقبين وأن تصل بسهولة نسبية إلى مكانة دولة عتبة نووية وربما إلى أبعد من ذلك. فضلاً عن ذلك، فإن الإيرانيين يطلبون السماح لهم بتحقيق درجات تخصيب أعلى لحاجات متعددة مثل غواصات نووية. ومن المؤكد أن يطرح هذا الموضوع في المفاوضات من أجل الاتفاق النهائي ومن الجائز أن تتم الموافقة عليه. 

·      إن الخطر النووي الإيراني يرافق إسرائيل منذ أعوام طويلة. وقد جرت مناقشة هذا الخطر على مدار تلك الأعوام داخل الغرف المغلقة، ولجأت إسرائيل في مواجهته إلى سياسة الدبلوماسية السرية، والتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة، والنشاطات العملانية الهادئة. 

·      وفي الأعوام الخمسة الأخيرة غيّرت إسرائيل في ظل ولاية بنيامين نتنياهو كرئيس للحكومة سياستها وأطلقت معركة دبلوماسية علنية ضد إيران تنطوي على مناكفة للولايات المتحدة برئاسة باراك أوباما ومقرونة بتهديد صريح باللجوء إلى الخيار العسكري. 

·      ثمة من يدعي أن سياسة إسرائيل هذه هي التي أفضت إلى تشديد وطأة العقوبات على إيران. وقد يكون في هذا الادعاء جانب من الحقيقة، لكن النتيجة النهائية الماثلة أمامنا هي اتفاق آخذ في التبلور بين إيران والغرب قد يفضي إلى امتلاك طهران أسلحة نووية، وكل ذلك على خلفية علاقات إشكالية جداً بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتم التعبير عنها من خلال عدم الثقة بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، ولا تتيح لإسرائيل إمكان التأثير في أي اتفاق سوف يُصاغ بين إيران والقوى العظمى. 

·      إزاء ذلك، فإن العملية السياسية مع الفلسطينيين تعتبر الآن بمثابة الجسر الوحيد للحوار بين إسرائيل والغرب، وبينها وبين الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

·      ليس هذا هو الوقت الملائم لندرس ونحقق أي سياسة كانت الأصح. لكن بات من الواضح أن إسرائيل موجودة الآن في خضم وضع معقد قد تصبح فيه منعزلة وعديمة التأثير ومن دون قدرة على التنسيق مع أكبر صديقة لها. وبالتالي يجب على إسرائيل أن تنتهج على وجه السرعة مساراً استراتيجياً يفضي إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية، كي تستطيع أن تؤثر في الاتصالات وفي الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه مع الإيرانيين، وأن تحسّن مكانتها الدولية. 

·      يمكن فعل ذلك من خلال الإقدام على خطوة سياسية مفاجئة مع الفلسطينيين تحسّن مكانة إسرائيل في العالم، وتسلب الإيرانيين المبادرة، وتعزّز التنسيق الاستراتيجي والعلاقات الحميمة مع الولايات المتحدة.

ما تزال إسرائيل دولة قوية وتمتلك قوة ردع، وعليها أن تعمل للحفاظ على هذا الوضع. هذا هو الوقت للمبادرة وتحمّل المخاطر. وإذا ما انتظرنا إلى ما بعد التوقيع على الاتفاق النهائي مع إيران، فسيكون ذلك متأخراً جداً وستبقى إسرائيل منعزلة وضعيفة.