ضعف السلطة المركزية في مصر بسبب الصراعات الداخلية ينعكس سلباً على إسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • عرف النظام المصري طوال 50 عاماً الاستقرار الذي كان يستند إلى التحالف مع الجيش والشخصية القوية للرئيس إضافة إلى قمع المعارضة الإسلامية.
  • لكن هذا الاستقرار تزعزع مع سقوط نظام مبارك، فقد نجح الإخوان المسلمون في السيطرة على الرئاسة والحكومة والبرلمان، لكنهم فشلوا في توطيد سلطتهم وفي حل الأزمات التي تواجهها مصر، وبصورة خاصة الأزمة الاقتصادية وانهيار سلطة القانون والنظام.
  • وسعى الإخوان إلى السيطرة على جميع المناصب الأساسية في الحكومة، لكنهم أخطأوا في تقدير مدى استعداد الجيش لإسقاط نظامهم من خلال التحالف مع المجموعات الليبرالية.
  • في هذه المرحلة من الغموض، ليس في إمكان أحد أن يعرف ماذا سيحدث، فهذه فترة من التوقعات.
  • وفي تقديرنا أن الجيش المصري لن يسمح للإخوان بالعودة إلى الحكم ولا حتى عبر الانتخابات الديمقراطية. وفي أقصى الاحتمالات، سيسمح لهم بالمشاركة في الحكم إلى جانب القوى الليبرالية.
  • لكن الإخوان المسلمين لن يتنازلوا بسهولة عن الحكم الذي وصلوا إليه من خلال انتخابات ديمقراطية وعبر الدعم الشعبي.
  • واستناداً إلى ما سبق، هناك عدد من الأسئلة: كيف سيواجه الإخوان والتنظيمات الإسلامية طردهم من السلطة؟ هل سيكتفون بالنضال السياسي؟ أم سيقومون بهجمات ارهابية من أجل زعزعة النظام؟ وهل من المحتمل أن يخوضوا حرباً أهلية؟
  • ومما لاشك فيه أن الإخوان إذا قرروا اللجوء إلى المعارضة المسلحة، فإن الفترة المقبلة في مصر ستمتاز بضعف النظام وعجزه عن السيطرة على أجزاء كبيرة من الدولة، وفي طليعة ذلك سيناء ومعاقل الإسلاميين، إلى جانب نشوء ميليشيات مسلحة تقاتل النظام.
  • لكن إذا هيمن الجيش والمعسكر الليبرالي على النظام الجديد في مصر، فمن المنطقي افتراض أن سياسة هذا النظام ستكون أفضل من سياسة نظام الإخوان، فالجيش المصري هو الطرف الذي يقيم علاقة مع إسرائيل، ولديه مصلحة بوجود علاقة جيدة مع الولايات المتحدة.
  • صحيح أن هناك شخصيات أساسية في المعسكر الليبرالي تنتقد إسرائيل بشدة، لكن هؤلاء يعتبرون السلام مع إسرائيل رصيداً استراتيجياً لمصر. ومن الواضح أنه من الأفضل بالنسبة لإسرائيل النظام الذي يقوم على التحالف بين الجيش والمعسكر الليبرالي في مصر، على النظام الإسلامي.
  • لكن هذه النظرة المتفائلة ترافقها مسائل أخرى مثيرة للقلق. فإذا تحولت مصر إلى دولة ضعيفة وغير مستقرة وتعاني الصراعات الداخلية والإرهاب، فإن هذا من شأنه أن يضرّ بإسرائيل. وتكمن المشكلة الأساسية في شبه جزيرة سيناء التي ليست خاضعة بصورة كاملة لسيطرة النظام وتحولت مركزاً لنمو الميليشيات الإسلامية المسلحة التي تحاول مهاجمة إسرائيل وضرب السلام معها.