السياسة الخارجية لحسن روحاني لن تكون مختلفة عن سياسة أحمدي نجاد
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • أثبتت أحداث السنوات الأخيرة الصعوبة التي تلاقيها الإدارة الأميركية في فهم الواقع الشرق أوسطي. وحتى الآن لم تقرر الإدارة الأميركية كيف ستتعامل مع الأحداث الشديدة الأهمية التي يشهدها الشرق الأوسط. والسؤال الذي يطرح هو هل عدم اتخاذ قرار هو ثمرة سياسة مقصودة من جانب أوباما، أم أن ذلك يعكس في الحقيقة تردد الإدارة الأميركية وعجزها عن معرفة ما يجب القيام به. هناك أمثلة كثيرة تدل على هذا التردد مثل التردد حيال ما يحدث في سورية، وما يحدث في مصر، وحيال تدخل حزب الله في سورية، وتجميع الإرهابيين في سيناء.
  • يبدو أن المهمة الأساسية لأوباما هي إرسال موفده إلى الشرق الأوسط جون كيري في عملية لا فائدة منها تتمثل بإقناع رئيس السلطة الفلسطينية بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. لكن الفشل الأبرز في سياسة الولايات المتحدة إزاء الشرق الأوسط يتجلى بصورة خاصة في مواقفها تجاه إيران.
  • من المنتظر أن يتسلم حسن روحاني الشهر المقبل مهماته الرئاسية مكان محمود أحمدي نجاد ويبدأ بإدارة شؤون الجمهورية الإسلامية. لكنه منذ الآن بدأ يتحدث عن سياسته الخارجية الجديدة. ونظراً إلى أنه كان عضواً في الوفد الإيراني للمفاوضات مع الدول الكبرى بشأن تخصيب اليورانيوم، فهو يعتبر من أقدر الأشخاص في الجمهورية الإسلامية على التصرف في الساحة الدولية.
  • ويمكننا القول إنه من غير المنتظر أن يؤدي مجيء روحاني إلى تغيير في مسار المفاوضات حيث سيستمر الخداع والمماطلة. في هذا الوقت، ستبقى الدول الكبرى مترددة وغير متفقة الرأي بشأن نسبة تخصيب اليوارنيوم، وتقدم الصين وروسيا ضمانات لإيران بردع الولايات المتحدة أو أوروبا عن القيام بأي عمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.
  • على صعيد آخر سارع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني إلى إبلاغ سورية وحزب الله بأنهما ليسا لوحدهما وأن إيران ستواصل دعمهما سياسياً وعسكرياً حتى سقوط النظام الصهيوني.
  • وما يمكن قوله هو أن السياسة الخارجية التي سيتّبعها الرئيس حسن روحاني هي السياسة الخارجية عينها التي كانت سائدة أيام أحمدي نجاد ولكن بصورة محسنة. لذا ليس متوقعاً أن تتغير طريقة تعامل إيران مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لا بل على العكس من ذلك فهي على الأرجح ستأخذ صبغة دينية أكبر. أما السياسة الخارجية لروحاني حيال سورية وحزب الله فستبقى تتمحور حول مصلحة أساسية بالنسبة لإيران، ألا وهي الدفاع عن سورية والحزب بوصفهما يمثلانها في الساحة القريبة من إسرائيل.
  • لكن غياب الولايات المتحدة وعجزها عن فهم الواقع في الشرق الأوسط، لا يعنيان بالضرورة نجاح إيران في الساحة الإقليمية، إذ من المحتمل أن يؤدي سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وضعف حزب الله نتيجة تدخله في القتال في سورية إلى جانب الأسد، إلى دفع إيران إلى انتهاج سياسة خارجية أكثر براغماتية حيال العالم العربي من سياستها تجاه أوروبا والولايات المتحدة.