يائير لبيد أبرز الفائزين في المعركة الانتخابية للكنيست التاسع عشر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف


·       يبدو أن الفائز في المعركة الانتخابية للكنيست التاسع عشر سيكون يائير لبيد. ففي الوقت الذي ركزت وسائل الإعلام على المعركة الدائرة بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والنموذج الجديد عنه نفتالي بينت، خاض لبيد حملة انتخابية محكمة وصامتة، لم تلفت كثيراً من الاهتمام، وحاول عدم استهلاك قواه بخصومات لا فائدة منها، وتجنّب زلات اللسان المحرجة، وتمسك بصدق بشعار "جئنا لنغير" الذي رفعه حزبه "يش عتيد".

·       وبينما تهافت المرشحون الآخرون على رفع الشعارات الفارغة، والتفاخر بما يشبه عبادة الذات، لم يكن لبيد بحاجة إلى ذلك، فهو معروف منذ أيام كان صحافياً ومقدماً تلفزيونياً وممثلاُ لإيهود باراك، وكان الناخبون يعرفونه جيداً قبل أن يتوجه إلى الحياة السياسية. وقد سمح له ذلك بالتركيز على حملته الانتخابية عبر برنامج تفصيلي هدفه إحداث تغيير في الدولة، وفي طليعة التغييرات التي يقترحها: تجنيد الحريديم في الخدمة العسكرية أو في العمل الإلزامي (الخدمة المدنية)؛ بناء 150 ألف شقة سكنية؛ إدخال تعديلات على نظام الحكم؛ اقتراح برنامج سياسي يتلاءم مع اليسار الذي يسدد على أهمية الموضوع الأمني أو اليمين المعتدل، وهو البرنامج المفضل على الدوام لدى ناخبي الوسط والأصوات المتأرجحة.

·       لقد توجه لبيد بصورة خاصة نحو الناخبين الراغبين في التغيير، على أن يكون محدوداً، من الذين يحبون هويتهم الإسرائيلية، ويؤيدون الجيش، ولا يحبون العرب، ولا "الشرق الأوسط الجديد"، والذين يرغبون في السلام فقط كي تكون إسرائيل مقبولة من الغرب.

·       تشير الاستطلاعات إلى أن يش عتيد حافظ على حجم قوته السياسية منذ بداية الحملة الانتخابية حتى نهايتها، وأن التحولات التي طرأت على هذه المعركة، مثل تحالف الليكود مع إسرائيل بيتنا، ونشوء هتنوعا برئاسة تسيبي ليفني، وصعود بينت، كان تأثيرها هامشياً فيه. وقد برز إنجاز لبيد الكبير في المعاهد والكليات حيث استطاع التفوق على الأحزاب الكبيرة القديمة، إذ وجد الشباب فيه سياسياً يفكر فيهم، ويتحدث معهم، ويتعامل معهم بصفتهم "قطاعاً" جديراً بالاهتمام.

·       هذا الإنجاز الذي حققه لبيد قد يحوّله إلى بيضة القبان في الكنسيت المقبل (إلى جانب شاؤول موفاز، في حال نجح كاديما في تجاوز نسبة الحسم). وإذا فاز نتنياهو، كما هو متوقع، فهو سيحتاج إلى وقوف لبيد إلى جانبه بصفته وجهاً معتدلاً في الحكومة المقبلة. وإذا أسفر السباق الانتخابي عن تعادل بين الكتل، فإن في إمكان لبيد التأثير في رئيس الحكومة، وفي تأليف الائتلاف الحكومي المقبل، وهذا أمر جيد بالنسبة إلى هذا السياسي الجديد.

·       يبدو لبيد الأقل "يسارية" بين الكتل السياسية الممتدة من نتنياهو حتى حنين الزعبي، إذ ليس لديه خلافات شخصية وأيديولوجية مع رئيس الحكومة مثل أغلبية المرشحين الآخرين، وفي إمكان عدد المقاعد التي سيحصل عليها حزبه أن يجعله بديلاً من حزب شاس، الأمر الذي سيخفف بالتالي من الثمن الذي سيدفعه الليكود للحريديم.

·       إن التحدي الذي سيواجهه لبيد يكمن في كيفية المحافظة على وحدة حزبه خلال فترة ولاية الكنيست، فضلاً عن صعوبة تحقيق التغيير عندما يصبح المرء جزءاً من السلطة. لكن في حال أظهر لبيد القدرة التي برزت لدى تخطيطه الدخول في الحياة السياسية، وبراعته في جمع التبرعات وفي بناء حزبه وصوغ برنامجه الانتخابي وإدارة حملته، فإن لديه حظوظاً لتحقيق إنجازات تتخطى تلك التي حققها في المعركة الانتخابية الحالية.