· يوحي الجدل العاصف الذي يشهده حزب العمل الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بأن لدى الحزب رسالة سياسية واضحة يرغب في تمريرها إلى الجمهور العريض، وفي واقع الأمر فإنه لو كان لدى حزب العمل رسالة كهذه لكان أعلنها منذ فترة طويلة.
· إن الموقف الوحيد الذي يمكن استشفافه من "ثورة" وزراء حزب العمل هو أنهم يرغبون في استئناف المفاوضات السياسية [مع الفلسطينيين]، وبناء على ذلك فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا يجب استئناف هذه المفاوضات، وما هو موقف حزب العمل من الموضوعات التي ستدرج فيها؟
· لقد أصبح انعدام الموقف سمة رئيسية يتميز بها حزب العمل، ذلك بأن قيادته الحالية لا تملك أي برنامج أو حتى أي مبادئ، ومنذ بضعة عقود فإن برنامج الحزب الوحيد هو التمسك بكراسي السلطة.
· فضلاً عن ذلك، لا بُد من القول إن فوز [وزير الدفاع الإسرائيلي] إيهود باراك بزعامة حزب العمل في الوقت الحالي لم يكن من قبيل المصادفة، ذلك بأنه يعتبر أفضل من يمثل الحزب في صيغته الحالية، والتي يمكن اعتبارها استمراراً للصيغة الانتهازية التي رسخها شمعون بيرس [رئيس الدولة الإسرائيلية الحالي والرئيس الأسبق لحزب العمل].
· لو كان لدى حزب العمل مبادئ خاصة به لكان يتعين عليه أن يتبنى منذ فترة طويلة مواقف علنية حادّة، ولا سيما فيما يتعلق بسياسة الانكفاء التي يتبعها رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو إزاء الحريديم [اليهود المتدينين المتشددين]، أو السياسة المدمرة التي ينتهجها إزاء عرب إسرائيل، وكذلك فيما يتعلق بانعدام مبادرة سياسية حقيقية إزاء النزاع مع الفلسطينيين.