زعيم يهودي أميركي مقرّب من نتنياهو زار دمشق سراً والتقى الرئيس الأسد
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قام مالكولم هوينلاين، المدير العام لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى في الولايات المتحدة، قبل عشرة أيام، بزيارة سريّة للعاصمة السورية دمشق التقى خلالها كلاً من الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم. ومع أن هذه الزيارة لم تكن بتكليف من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يُعتبر هوينلاين من أكثر المقربين إليه، إلا إن هذا الأخير قام بتبليغ نتنياهو عشية قيامه بها، كما أنه التقى به في القدس في إثر عودته من سورية.

وقد وجهت الدعوة إلى هوينلاين من طرف الرئيس الأسد بواسطة رجل أعمال يهودي أميركي من أصل سوري. وتعتبر هذه ثاني زيارة يقوم بها لسورية في حياته، وكانت أول زيارة في سنة 1966 عندما كان فتى يافعاً وقرر القيام بجولة في منطقة الشرق الأوسط شملت سورية.

وطرح هوينلاين في أثناء زيارته بضعة مطالب إنسانية، منها الحصول على معلومات تتعلق بمصير الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في معركة السلطان يعقوب وفُقدت آثارهم منذ ذلك الوقت، ونقل رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من دمشق إلى إسرائيل. كما أنه طرح مطلب ترميم كُنس ومقابر قديمة للطائفة اليهودية في كل من دمشق وحلب، وقد حظي هذا المطلب بتجاوب كبير من طرف الرئيس الأسد.

ونفى هوينلاين أمس (الاثنين) أن تكون زيارته قد شملت موضوع دفع المفاوضات بين إسرائيل وسورية قدماً، وقال "لقد كانت زيارتي تهدف إلى تحقيق مهمات إنسانية، ولن أدلي بأي تفصيلات بشأن هذه المهمات كي لا أعرضها للخطر".

وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن دعوة هوينلاين لهذه الزيارة مرتبطة بجهود تبذلها سورية في الآونة الأخيرة بهدف التقارب من الإدارة الأميركية، وخصوصاً في ضوء قرب إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قراراً ظنياً بشأن عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري. وأضافت هذه المصادر "إن السوريين يعرفون أن الطريق إلى [الرئيس الأميركي] باراك أوباما تمر عبر اليهود، ولذا فإنهم قاموا بدعوة زعيم يهودي أميركي يعتمر الكيبا [الطاقية الدينية اليهودية] لزيارتهم".

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس أوباما أعلن مؤخراً تعيين سفير أميركي في دمشق، وفي موازاة ذلك فإن المبعوث الأميركي الخاص فْرِد هوف قام بزيارة للعاصمة السورية. وفي نهاية الأسبوع الفائت ذكرت صحيفة كويتية ["الرأي العام"] أن استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية باتت وشيكاً، غير أن مصادر رسمية في القدس سارعت إلى نفي هذا النبأ.