من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
نشرت منظمة "بتسيلم" لحقوق الإنسان في المناطق [المحتلة] أمس (الخميس) شريط فيديو يوثق قيام مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الخليل يوم الثلاثاء الفائت بإلقاء القبض على طفل فلسطيني في الخامسة من عمره يدعى وديع مسودة وهو يجهش في البكاء بحجة إلقاء حجر عليها. واقتادت الشرطة الطفل في سيارة جيب عسكرية إلى بيته حيث بلغ ضابط المجموعة أم الطفل أنه ينوي تسليمه إلى الشرطة الفلسطينية، إلا إن الأم رفضت السماح له بذلك إلى حين وصول والده.ولدى وصول الوالد أصرّ الضابط على أخذ الطفل إلى دائرة الارتباط والتنسيق، وهدّد بأن الجيش سيعتقل الوالد إذا لم يستجب لهذا الأمر.وأخذ الجنود الطفل ووالده واقتادوهما سيراً على الأقدام إلى معسكر للجيش في المدينة، حيث احتجزا هناك نصف ساعة، وبعدها قيد الجنود يدي الأب وعصبوا عينيه وأخذوه مع ابنه إلى حاجز للشرطة حيث احتجزوهما نحو نصف ساعة أخرى.وفي هذه المرحلة حضر إلى الموقع ضابط إسرائيلي من دائرة الارتباط والتنسيق، وحقق مع الطفل وفي الوقت عينه وبخ الجنود لأنهم اعتقلوا الاثنين أمام الكاميرات، موضحاً أنه في حال وجود كاميرا في المنطقة "يجب التعامل بشكل حسن" مع المعتقلين.وقام هذا الضابط بتسليم الطفل ووالده إلى ضابط من الارتباط الفلسطيني، وأخِذ الاثنان إلى محطة للشرطة الفلسطينية حيث أُطلقا بعد أن حقق معهما بسرعة.ووجهت منظمة "بتسيلم" رسالة عاجلة إلى المستشار القانوني للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية أكدت فيها أن احتجاز طفل تحت سن المسؤولية الجنائية وفي عمر كهذا، أمر يفتقر إلى أي مرجع قانوني. وأشارت إلى أن سنّ المسؤولية الجنائية حتى في الجهاز القضائي العسكري في المناطق المحتلة هو 12 عاماً كما هو في إسرائيل، وهذا يعني أنه لا يجوز لقوات الأمن أن تعتقل أو تحتجز قاصرين تحت هذه السن حتى إذا كانوا مشتبهاً بهم في ارتكاب مخالفات جنائية.وقالت المديرة العامة لـ"بتسيلم" جيسيكا مونتل إنه يتضح من شريط التوثيق أن الحديث لا يدور عن خطأ ارتكبه جندي واحد بل عن سلوك يعتبره جميع الضالعين في هذا الحادث معقولاً، بمن فيهم من ضباط كبار. وأضافت أن ما يثير الدهشة على نحو خاص أن أياً من هؤلاء لم يتنبه إلى خطورة ما يحدث في أي مرحلة، سواء في ما يتعلق بحقيقة بث الرعب في نفس طفل في الخامسة من عمره، أو تهديده هو ووالديه بتسليمهم إلى الشرطة الفلسطينية، أو التهديد باعتقال الأب بما يفتقر إلى أي مرجع قانوني، أو تكبيل يدي الأب وتعصيب عينيه بحضور ابنه.وقال الناطق بلسان المستوطنين في الخليل نوعام أرنون إن عمر الطفل غير مهم قط، مشيراً إلى أن إلقاء حجارة على سيارات الجيش يمكن أن يتسبب بأضرار كبيرة، ولذا يجب اعتقال كل من يقوم بذلك.