· مع أن إسرائيل لا تذرف دمعة واحدة عندما يتم التعرّض لحزب الله في لبنان على غرار عملية تفجير السيارة المفخخة في الضاحية الجنوبية في بيروت أمس (الخميس)، إلا إن مشاعر الشماتة بهذا الحزب يجب أن تكون في الوقت عينه مقرونة بقدر كبير من القلق ذلك لأن استمرار حالة عدم الاستقرار في لبنان يمكن أن ينعكس سلباً على حالة الهدوء النسبية السائدة في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان.· ومعروف أن حزب الله ما زال يكبح نفسه عن الرد بقوة على مثل هذه العمليات نظراً إلى أن وضعه السياسي الداخلي في لبنان لا يتيح له إمكان التصرّف كما كان يتصرّف في الماضي. غير أنه في حال استمرار العمليات المسلحة ضده، فمن المحتمل أن يقوم بزج مقاتليه في خضم معركة داخل لبنان نفسه.· إن ما يمكن افتراضه هو أن العمليات المسلحة ضد حزب الله بما في ذلك عملية يوم أمس، هي بمثابة انتقام للنجاحات التي يحققها الحزب في سياق الحرب الأهلية الدائرة في سورية. وهذا يعني أننا بتنا نشهد حرباً ضروساً بين السلفيين والسنة من جهة والعلويين والشيعة من جهة أخرى، مع احتمال قوي بأن تشهد هذه الحرب مزيداً من التصعيد وتتحوّل إلى حرب شاملة داخل لبنان أيضاً.· ولا شك في أن الوضع السائد في لبنان في الوقت الحالي خطر للغاية ويمكن أن يتدهور أكثر فأكثر. لكن على الرغم من ذلك، فإنه من غير المتوقع حالياً أن ينطوي هذا الوضع على أي تهديد لمنطقة الحدود مع إسرائيل، فضلاً عن أن حزب الله ليس لديه أي مصلحة في تغيير الوضع القائم في مقابل إسرائيل. مع ذلك، ليس هناك أدنى ضمانة في أن يبقى هذا الوضع على حاله إلى الأبد.
التعرض لحزب الله في لبنان يجب أن يثير قلق إسرائيل
تاريخ المقال
المصدر