من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تختلف الزيارة الحالية لجون كيري عن سابقاتها، فهي لن تتناول هذه المرة معالجة الترتيبات الإجرائية وكيفية إدارة المفاوضات وإطلاق الأسرى. · بل تتناول الوثيقة التي يحملها وزير الخارجية الأميركي معه إلى القدس ورام الله جوهر النزاع وتحاول أن تضع نهاية له. كما يتضمن الاقتراح مواقف مبدئية يمكن استناداً إليها بناء السلام. ماذا يتضمن الاقتراح؟ دولة إسرائيل اليهودية إلى جانب دولة فلسطينية منزوعة السلاح؟ القدس عاصمة للدولتين؟ وحدود 1967 مع تبادل للأراضي؟ · إن الغموض الذي يطبع اقتراح كيري يسمح لكل طرف بأن يقرأه وفق ما يريد. لكن هذا الاقتراح ليس من دون مضمون ولا من دون أهمية، وهو يجبر الإسرائيليين والفلسطينيين على أن يقولوا نعم أو لا بشأن الاتفاق الدائم، وسيجعل بنيامين نتنياهو يواجه لحظة الحقيقة في ولايته الحالية.· منذ أعوام طويلة أدرك نتنياهو أنه لن تكون هناك أغلبية يهودية في أرض إسرائيل من دون تقسيمها، لكنه لم يفعل شيئاً من أجل تقسيمها. كما أدرك نتنياهو أن لا شرعية لدولة يهودية محتلة، لكنه لم يفعل شيئاً لانهاء الاحتلال. ومنذ الخطاب الذي ألقاه سنة 2009 لم يقدم أي مبادرة سياسية شاملة يمكن من خلالها تحقيق رؤيا حل الدولتين لشعبين التي التزم بها شخصياً.· صحيح أن الفلسطينيين كانوا الرافضين الأساسيين للسلام، وصحيح أن الأميركيين والأوروبيين اقترفوا أخطاء كبيرة في سلوكهم حيال السلام، لكن نتنياهو يتحمل نصيبه أيضاً لأنه تهرب من اتخاذ خطوة ملزمة لا يمكن العودة عنها. وكان مزيج من الرادع الإيديولوجي والخوف السياسي والصعوبة النفسية، السبب في أن رئيس الحكومة لم يقم بقيادة الدولة نحو الهدف الذي التزم به قبل أربعة أعوام ونصف العام في الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار إيلان.· بالنسبة لنتنياهو ستكون الأسابيع المقبلة صعبة، فإذا وافق على اقتراح كيري، فإنه سيكون قد وافق على حدود 1967 المعدلة وعلى تقسيم القدس. وإذا قال "لا" لكيري، فإنه سيكون قال "لا" للشرعية الدولية لإسرائيل وللقدرة على الدفاع عن أنفسنا في مواجهة إيران. وإذا راهن على حركة السلام، فإنه سيجعل المعسكر القومي في إسرائيل يقبل ببرنامج حركة ميريتس. وإذا ظل وفياً للنهج التاريخي لحزب الليكود، فإنه سيتحمل مسؤولية عزلة إسرائيل وما يترتب عنها من ضائقة سياسية - اقتصادية حادة.· في مطلع 2014 سيجد نتنياهو نفسه أمام معضلة لا تختلف عن المعضلة التي واجهها مناحيم بيغن في 1977، ويتسحاق رابين سنة 1993، وأريئيل شارون في 2004. · لا يمكن لنتيناهو أن يقول "لا" لكيري، فالرفض الإسرائيلي سيجعل إسرائيل تسلك السبيل نفسه الذي سلكته إفريقيا الجنوبية، وسيعرضها لعقوبات من جانب المجتمع الدولي. كما أن الرفض الإسرائيلي سيعرض للخطر التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة الذي يعتمد عليه أمننا القومي وازدهارنا الاقتصادي. كما أن الرفض الإسرائيلي سيشكل أداة في يد الإيرانيين تسمح لهم باجتياز العتبة النووية، بينما عدوتهم اللدود غارقة في الوحل، ومنبوذة من جانب المجتمع الدولي.· لدى نتنياهو سبب إيجابي مهم جداً كي يقول "نعم" لوزير الخارجية الأميركي. فإذا كانت المبادئ المقترحة تتضمن اعترافاً بالدولة اليهودية ضمن حدود 1967 المعدلّة، فإنها ستنطوي على انتصار صهيوني بارز، لأن نتنياهو هو الذي وضع شرط الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل في مقدمة جدول أعماله السياسي.