غور الأردن هو حدود إسرائيل الشرقية التي يجب عدم التنازل عنها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      يعتبر موضوع الحدود مسألة جوهرية وأساسية في أي اتفاق إطار بيننا وبين الفلسطينيين. ويدرك وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يصل اليوم مجدداً إلى المنطقة، أن لإسرائيل حقاً ثابتاً- تاريخياً ودولياً- بحدود قابلة للدفاع، وورد ذلك في القرار 242 وفي رسالة الرئيس بوش سنة 2004.·      إن الحاجة إلى حدود قابلة للدفاع عنها، وهو الموضوع المطروح اليوم على طاولة المفاوضات، قد ازدادت. إسرائيل ليست دولة ضعيفة لكنها صغيرة وضيقة، ولذا فهي عرضة لأضرار جسيمة [في حال وقوع هجوم عليهاٍ]؛ فنحو 70% من سكانها و80% من قدراتها على الإنتاج الصناعي تتمركز في منطقة ساحلية ضيقة يحدها شرقاً مرتفعات يهودا والسامرة [الضفة الغربية].·      فإذا أخذنا في اعتبارنا هذه الشروط الجيو - استراتيجية، والماضي العدائي ضد الدولة اليهودية، وعدم الاستقرار المزمن في الشرق الأوسط، وتطورات الأعوام الأخيرة- الشتاء العربي، والخطر الإيراني المتزايد، والإرهاب الذي لا يتوقف- إذا أخذنا هذا كله في الاعتبار، نجد إن إسرائيل تحتاج إلى بضعة مجالات أمنية.-     أولاً: إن المجال الأمني هو عمق استراتيجي تزداد أهميته في عصر الصواريخ والقذائف التي تهدد التجمعات السكانية وتعرقل عمليات التعبئة. لذا، ثمة حاجة إلى عمق بري وجوي، سواء من أجل نشر البنى التحتية لمنظومات الإنذار والاعتراض، أو من أجل عمليات القوات النظامية في الجيش الإسرائيلي التي ستكون مضطرة للعمل فترة طويلة إلى حين تعبئة الاحتياطيين – ليس فقط من أجل صدّ العدو، وإنما أيضاً من أجل إسكات نيران صواريخه وقذائفه الموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية. كما أن الخطر المتزايد من جراء سعي دول المنطقة إلى امتلاك السلاح النووي يزيد أكثر فأكثر الحاجة إلى عمق استراتيجي من أجل نشر منظومات الإنذار والاعتراض. فهل المطالبة بـ40 ميلاً تفصل بين نهر الأردن والبحر المتوسط، مطالبة مبالغ فيها؟-     ثانياً: يتعين علينا الاحتفاظ بعمق دفاعي يسمح بخوض حرب دفاعية ضد المخاطر الخارجية. طوال سنوات ثمة من ادّعى عدم وجود خطر وأن لا وجود "لجبهة شرقية". ونحن نعلم اليوم أن الحرب الأهلية الدموية في سورية ستستمر حتى بعد تدمير السلاح الكيميائي، وأن في الأردن أكثر من 1,2 مليون لاجئ سوري، وأن المعارضة الإسلامية المتطرفة [في سورية] تتغذى بعشرات الآلاف من إرهابيي الجهاد العالمي الذين قدموا إلى المنطقة، وأن الوضع في العراق مصدر للقلق الدائم، وأن إيران تواصل بناء مواقع خارجية لها في كل مكان. فهل من المسموح أن نستمر في تجاهل احتمال نشوء جبهة شرقية؟-     في الخلاصة، يتعين علينا المحافظة على مجال لمحاربة الإرهاب. لقد رأينا ما جرى في غزة ولبنان بعد أن انسحبنا "حتى آخر سنتيمتر". من هنا يمكن القول إن وجود إسرائيل على الغلاف الشرقي للضفة الغربية هو وحده الذي سيسمح بتنفيذ شرط نزع سلاح الكيان الفلسطيني، وهو من بين الشروط الأساسية التي وضعتها إسرائيل للموافقة على حل "دولتين لشعبين".·      إن الاحتفاظ بغور الأردن هو المفتاح لتحقيق ما سبق- لأنه يوفّر العمق الاستراتيجي الأدنى المطلوب -  ويشكل منطقة دفاعية ضد الخطر الخارجي كما أنه يسمح بمحاربة فعالة للإرهاب. إن منح إسرائيل السيادة الكاملة على غور الأردن سيلغي الحاجة إلى نقاشات عقيمة للترتيبات الأمنية. أعطونا السيادة على غور الأردن ونحن سندافع عن أمننا بأنفسنا.·      وفي الواقع، فحتى الذين يقبلون بأقل من ذلك يدركون أن أي منظومة تكنولوجية لا يمكن أن تشكل بديلاً من المجال الدفاعي، وأنه من غير المسموح الاعتماد على قوات أجنبية لا تخاطر بحياة جنودها وتكون أول من يغادر المنطقة وقت الأزمة. إن منطقة غور الأردن كلها تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، هي الحدود الشرقية لدولة إسرائيل.