هل سترشح "حماس" خالد مشعل في الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية ضد أبو مازن؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن محاولات الرئيس المصري محمد مرسي، ممثل الإخوان المسلمين، التقريب بين قادة السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم أبو مازن، وبين قادة "حماس"، هي خطوة جديدة في المسعى المصري الرامي إلى استعادة مصر دورها القيادي، وإلى ترسيخ مكانة النظام الجديد كوسيط في النزاعات العربية. لكن في خلفية الأحداث تكمن المصلحة المصرية التي بدأت في الظهور منذ حل "الإخوان" محل حكم الضباط، والتي تقضي بالمساهمة في الصراع ضد إسرائيل بأي وسيلة ممكنة ودفعها إلى إلغاء اتفاقية السلام مع مصر، وفي الوقت عينه ظهور مصر بمظهر الدولة الساعية للسلام ولتحقيق الاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يضمن استمرار الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري من الولايات المتحدة.·       وقد ترافقت المساعي المصرية الأخيرة مع سلسلة من الأمور على الصعيد الفلسطيني: تزايد ما يمكن تسميته بالإرهاب "الخفيف" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وازدياد خيبة الأمل وسط الجمهور الفلسطيني الذي لم يحصل على أي فائدة من الاعتراف الذي منحته إياهم في الأمم المتحدة، وتفتت قيادة "حماس" الميدانية في قطاع غزة، وذلك جرّاء عملية "عمود سحاب".·       في الأسابيع الأخيرة شهدت مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] ارتفاعاً في أعمال الشغب "الخفيفة" مثل رشق الحجارة، ومحاولات الطعن، والعراك بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهذا كله يجري بموافقة علنية أو ضمنية من السلطة الفسلطينية. ويعزز عدم اتخاذ أي خطوات ضد المخربين الإحساس بأن ما يجري هو "تصعيد خفيف" ليس عفوياً. صحيح أن أبو مازن يعارض في العلن اللجوء إلى العنف، لكنه لا يعارض "انتفاضة شعبية".·       تشهد مكانة أبو مازن تدهوراً على الأرض يشبه التدهور الذي تعانيه حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية، اللتان تفقدان اليوم أهميتيهما في مقابل "حماس" التي يقوى نفوذها يوماً بعد يوم، والتي باتت تُعتبر في نظر عرب يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بديلاً محتملاً. وفي ظل هذا الوضع يبدو أن سبب تحفظ أبو مازن من نشوب جولة جديدة من العنف هو تخوّفه من استغلال "حماس" ذلك من أجل إسقاط السلطة الفلسطينية، والاستيلاء على الحكم في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] أيضاً.·       في اللقاءات التي جرت بين ممثلي الفصائل الفسطينية في الأيام الأخيرة في القاهرة، طالبت منظمة التحرير، كعادتها منذ أعوام، "حماس" بالاعتراف بقرارات قمة الرباط (التي عُقدت في سنة 1974) والتي اعتبرت منظمة التحرير "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني"، كما طالبتها بالقبول باتفاق أوسلو، والتعهد بالتخلي عن الكفاح المسلح. بيد أن فرص قبول "حماس" بهذه الشروط معدومة، إذ إن الحركة لم تقبل بهذه الشروط في الماضي، عندما كانت ضعيفة، فكيف يمكن أن تقبل بها اليوم بعد أن أصبح موقعها أفضل من موقع أخصامها (منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية)، وفي الوقت الذي ما زال أثر صمودها القوي في عملية "عمود سحاب" ماثلاً في الذاكرة الفلسطينيية؟·        قد تقوم "حماس" باختيار واحد من أمرين في بداية المفاوضات: انتفاضة مسلحة  تستنهض  يهودا والسامرة [الضفة الغربية] كلها وتفرض أطراً تنظيمية جديدة، أو ترشيح خالد مشعل لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية ضد أبو مازن. ·       حتى الآن، فإن مواقف الزعامات الفلسطينية، سواء في "فتح" والسلطة الفلسطينية، أم في "حماس"، ليست مع انتفاضة مسلحة ثالثة. لكن على الرغم من ذلك ، فإن دفع إسرائيل إلى الانشغال بمعالجة العنف داخل الأراضي من شأنه أن يصرفها عن الاستعداد لمهاجمة إيران، وسيشكل ذريعة صالحة لتحالف أمر واقع بين "حماس" ومنظمة التحرير الفلسطينية.