من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· هناك جنرالان تركا بصماتهما على الحياة السياسية في إسرائيل منذ سنة 1982: يتسحاق رابين وأريئيل شارون. وقد كُتب كثير عن رابين، ولذا فسأركز على شارون. وما يمكن قوله هو أن المأزق الإسرائيلي - الفلسطيني الذي نواجهه حالياً هو نتيجة نجاحات وإخفاقات هذين الجنرالين، وأقصد الاستراتيجيا الناجحة لرابين وتكتيكه السيىء، والتكتيك الناجح لشارون واستراتيجيته الفاشلة.· لقد اعتمدت استراتيجيا رابين على إيجاد شريك فلسطيني من أجل إدارة حياة السكان في المناطق، أمّا التكتيك السيىء الذي اعتمده فكان اتفاق أوسلو، وجرّاء سوء هذا التكتيك قسّم هذا الاتفاق الأراضي إلى مناطق نفوذ، الأمر الذي قوّى المعارضين للتسوية من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. أمّا التكتيك الناجح الذي اعتمده شارون فكان الابتعاد سياسياً عن المتشددين من المطالبين بأرض إسرائيل الكاملة، والتقرب من النخبة الأشكينازية العلمانية القديمة المؤيدة للسلام.· في سنة 1999 استلم شارون من نتنياهو حزباً [الليكود] لم يتجاوز عدد مقاعده في الكنيست 19 مقعداً، ونجح خلال أربعة أعوام في رفع هذا التمثيل إلى 38 مقعداً. كما استطاع أن يعزز مكانته داخل حزبه في سنة 2001، وشكّل حكومة وحدة وطنية مع حزب العمل. وفي سنة 2003 أقام ائتلافاً مع تومي لبيد (زعيم حزب شينوي آنذاك) وابتعد عن حزب شاس، وحسّن موقع الطبقة الوسطى من خلال السياسة الاقتصادية التي اعتمدها وزير ماليته آنذاك بنيامين نتنياهو.· وخلال ولايته هذه، نفّذ شارون انقلابه الكامل بالانضمام إلى النخبة الأشكينازية القديمة، وذلك من خلال موافقته التكتيكية على خريطة الطريق التي قدمها جورج بوش، والتي تعهدت بنشوء دولة فلسطينية. يومها أعلن شارون أن "الاحتلال أمر سيىء لإسرائيل." لكنه من جهة أُخرى، وكي يمنع تنفيذ خريطة الطريق ويواصل شل حركة عرفات، قام بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة تاركاً القطاع في قبضة "حماس". ومن أجل إضعاف "المتمردين" في حزب الليكود، بمَن فيهم نتنياهو، تقرّب شارون من بيرس ومن حزب العمل، واستعان في الكنيست بدعم حزب شينوي وحركة ميرتس وحداش. وقبيل انتخابات 2006 استكمل شارون انقلابه، فغادر حزب الليكود وترك نتنياهو مع المتطرفين من مؤيدي أرض إسرائيل الكاملة، الأمر الذي أدى إلى تراجع مقاعد حزب الليكود إلى 12 مقعداً، وتقرّب من بيرس وأقام مع الذين خاب أملهم من حزب العمل حزباً جديداً للوسط هو حزب كاديما.· لقد كان قبول شارون بنشوء دولة فلسطينية خطوة تكتيكية لاحتواء اليسار أكثر ممّا هو استراتيجيا قابلة للتنفيذ. وحتى نتنياهو أدرك ذلك فتعهد في خطابه في جامعة بار ـ إيلان [2009] بنشوء دولة فلسطينية.· في الانتخابات الحالية لا يمكن لأحد الحديث بجدية عن السلام أو عن الحل السياسي. وهذا الانقطاع عن الواقع هو الذي يشتكي منه قادة الأجهزة الأمنية السابقون، ويشعر به أغلبية الإسرائيليين. ويبدو أن الوضع الذي نحن فيه يبشر بالعودة إلى الأوضاع التي كانت قائمة في سنة 1984، وإلى حالة الشلل السياسي على الصعيد الوطني التي كانت سائدة آنذاك، والتي لم يكن فيها كتل قوية، ولا بدائل سياسية.