يجب إحياء صورة مستحدثة لمفاوضات مؤتمر مدريد للسلام لمواجهة خطر التطرف في المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       بعد مرور عشرة أعوام على مؤتمر مدريد للسلام يمكننا النظر إلى الوراء بغضب وبحنين وبخوف كبير. لقد كان هذا المؤتمر بين أهم الأحداث التي شهدها تاريخ إسرائيل والشرق الأوسط، إذ جرى، لأول مرة، إعداد إطار لمفاوضات سلام شاملة بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، وبدأت نقاشات بشأن تحديات إقليمية مثل المياه والبيئة والاقتصاد واللاجئين ومراقبة التسلح. كذلك، قام الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش (الأب) ووزير خارجيته جايمس بيكر بتحديد المبادىء العامة للمفاوضات وأهدافها من خلال الربط بين الأمن والأرض والسلام.·       وكان المطلوب يومها إجراء مفاوضات منطقية تحقق التسوية السياسية من خلال نظرة براغماتية. وكان هناك تشديد على ضرورة إيجاد الوسائل لتحقيق السلام بالمعنى الواسع للكلمة، أي علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية وثقافية بين إسرائيل والدول العربية ومع الفلسطينيين.·       ولقد شكل ذلك بداية الشرق الأوسط الجديد، لكن الطريق إلى السلام ما لبثت أن أُغلقت، وتقلصت المساعي السياسية وتوجهت نحو التفاوض مع الفلسطينيين فقط، وجرى التنازل عن المفاوضات بشأن السلام الشامل.             .......   ·       تثير الثورات العربية مخاوف عميقة من الانجراف في أتون التطرف الإسلامي، فالدول العربية المعتدلة بدأت تتزعزع تحت ضغط الهجوم الراديكالي الإسلامي، وأخذت عزلة إسرائيل تزداد يوماً بعد يوم.·       لذا، على المجتمع الدولي أن يعمل على كبح هذه التوجهات الخطرة. فبعد الدعم الذي قدمه المجتمع الدولي إلى الربيع العربي وفاء منه لقيمه الاجتماعية والسياسية، حتى لو كان ذلك يتعارض مع مصالحه، فإن عليه الآن أن يطالب الدول العربية التي شهدت ثورات بالالتزام بالسلام.علينا العودة إلى إحياء مسار مؤتمر مدريد في نسخة مستحدثة من أجل مواجهة تصاعد نفوذ التيارات المعادية لإسرائيل. ويجب إعادة إحياء المفاوضات حيث تتم مناقشة الموضوعات كافة: الأمن والحدود القابلة للدفاع عنها وبنود المبادرة السعودية للسلام [التي تبناها مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت سنة 2002] والاقتصاد والازدهار الإقليمي. كما يجب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.